استطاعت ألمانيا في ظرف وجيز أن تفرض نفسها كفاعل أساسي في العلاقات الدولية، وكركيزة محورية للاتحاد الأوروبي، بعدما تبنت نموذجا فريدا في التنمية الاقتصادية واتبعت سياسة خارجية رصينة، وباتت لها مكانة وحضور مميز في معالجة مختلف القضايا العالمية.
الدروس التي استخلصتها ألمانية من الحرب العالمية الثانية، ومنذ هدم جدار برلين مكنتها في خلق مناعة اقتصادية هائلة ضد مختلف الأزمات، حيث كانت الدولة الوحيدة في السنوات الأخيرة التي ظل نموها يسير في منحى تصاعدي في وقت تصدعت أغلب اقتصادات البلدان الغربية.
ووفقا لمكتب الإحصاءات الاتحادي، فقد حققت ألمانيا زيادة في حجم الناتج الداخلي بنسبة 1.9 سنة 2016 مقارنة1.7 سنة 2015، وفي هذه السنة فاقت قيمة صادراتها 1.196 مليار يورو بزيادة قدرها 6.4 بالمائة مقارنة ب 2014.وسجلت ميزانية الدولة خلال 2016 فائضا قدره 30 مليار يورو وهي أرقام فاقت توقعات كافة الخبراء والمحللين.
على الصعيد الدبلوماسي، غالبا ما شكلت ألمانيا لاعبا أساسيا في صناعة الحلول السلمية للأزمات الدولية، حيث ساهمت بشكل قوي في اتفاق الدول الغربية مع إيران بشأن برنامجها النووي، وتحرص في كل مرة على تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب ومساعدة البلدان المتضررة.
وصنعت ألمانيا الحدث العالمي منذ 2014 باستقبالها لحوالي 400 ألف لاجئ سوري، في وقت رفضتهم غالبية البلدان الأوروبية أو تعاملت معهم بحذر.
في سطور
تبلغ مساحة ألمانيا 357 كيلو مترا مربعا، وعدد سكانها 82 مليون نسمة، عاصمتها برلين، ويقطنها حوالي 3،4 مليون نسمة.
وتقع ألمانيا وسط القارة الأوروبية، بين هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج غربا، وبحر البلطيق والدانمارك شمالا، وبولندا وتشيكيا شرقا، والنمسا في الجنوب الشرقي، وسويسرا جنوبا، وفرنسا في الجنوب الغربي.
تضم 16 ولاية، أصغرها ولاية مدينة بريمن، ومساحتها 404 كيلومترات مربعة، وأكبرها مساحةً ولاية ميونيخ، وتمتد على مساحة 70 ألف كيلو متر مربع، وأكثرها سكاناً رينانيا وستفاليا، ويقطنها حوالي 17،7 مليون نسمة.
يبلغ معدل القوى العاملة بالنسبة للنساء في ألمانيا اليوم نحو 69 بالمائة أما معدل العمالة بالنسبة للرجال فيبلغ 78 بالمائة.
ترتفع في ألمانيا مقارنة ببقية الدول الأوروبية نسبة العاملين في المجالات الإبداعية والفنية والترفيهية، أي بمعدل 226 لكل 1000 مواطن. وفي أيسلندا مثلاً لا تبلغ هذه النسبة سوى 1.6 بالمائة.
تشير التنبؤات بشأن عدد سكان ألمانيا إلى أن هذا العدد سينخفض حتى عام 2060 من 82 مليون إلى 73 مليون مواطن. ويبقى من غير المعروف بعد ما إذا كان العدد سيرتفع في الإحصاء الرسمي القادم.
قبل موجة اللاجئين الحالية كان أغلب الوافدين إلى ألمانيا يأتون من بولندا ورومانيا وبلغاريا.