بعد فضيحة الوظائف الوهمية التي أدت إلى تراجع حظوظه الانتخابية، يسعى فرانسوا فيون، مرشح اليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية إلى إعادة إطلاق حملته، وسط تأكيدات من أقرب المقربين منه أنه سيواصل خوض السباق و«لا خطة بديلة”. ونفى فيون في بيان “أكاذيب” التقارير الصحافية، مؤكدا أن المعلومات المنشورة “تنطوي على أخطاء واضحة”.
قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أعاد مرشح اليمين فرانسوا فيون إطلاق حملته بعد اتهامه بتأمين وظائف وهمية لأفراد عائلته، لكنه يواجه معلومات جديدة تم كشفها.
فأسبوعية “لو كانار أنشيني” الساخرة، التي كانت أثارت القضية قبل أسبوعين، نشرت أمس معلومات جديدة مفادها أن بينيلوب فيون، زوجة رئيس الوزراء الأسبق، تقاضت 16 ألف يورو في 2002 بمثابة تعويضات صرف من الخدمة، فضلا عن 29 ألف يورو من المكافآت سددتها الجمعية الوطنية في 2013.
وأوردت الأسبوعية “يومها، لم تكن القوانين تنص على تعويضات صرف مماثلة لمساعدة برلمانية”.
ونفى فيون في بيان “أكاذيب لو كانار أنشيني”، مؤكدا أن “العناصر (الجديدة) المنشورة لا تشكل في أي حال من الأحوال معلومة جديدة وتنطوي على أخطاء واضحة”.
فقد أكبر حظوظه
وناشد فرانسوا فيون الناخبين، أمس، دعم حملته بعدما لم يعد المرشح الأوفر حظا .
وقال في عمود صحفي نشرته صحيفة وست-فرانس الإقليمية “قررت ألا أستسلم للترويع والضغط. لقد اخترت الصمود أمام الفرنسيين ومواجهة قرارهم”.
وسعيا لاسترجاع زمام المبادرة وإظهار أنه يتمتع بدعم كبار أعضاء حزبه زار فيون، الثلاثاء، منطقة شامبانيا، بصحبة عضو البرلمان عن المنطقة فرانسوا باروان الذي ورد اسمه كمرشح بديل محتمل لفيون.
وقال مصدر في الحزب الاشتراكي إن كبار أعضاء حزب الجمهوريين الذين ينتمي إليه فيون لن يطيحوا به على الأرجح في الوقت الحالي لعدم وجود مرشح بديل واضح ولضيق الوقت بما لا يسمح بالتنظيم لانتخابات تمهيدية جديدة.
وأضاف “لم نكن بعيدين عن (انقلاب حزبي) لكنهم تعثروا”.
الثالث في الاستطلاعات
وأظهر استطلاع للرأي نشر الثلاثاء أن 65 في المئة من الفرنسيين غير مقتنعين بالحجج التي عرضها فيون لتبرير الوظائف التي تولاها أفراد من أسرته، في حين اعتبر 35 في المئة أن عليه أن يواصل معركته كمرشح.
وبعدما كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه بالرئاسة، تدهورت نوايا التصويت لصالح فيون بشكل كبير إثر كشف فضيحة “الوظائف الوهمية”.
وفي استطلاع لـ«أوبينيون واي” نشر الثلاثاء، حل فيون في المركز الثالث مع 20 في المئة خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (25 في المئة) والوسطي إيمانويل ماكرون (23 في المئة)، ما يعني أنه لن يصل إلى الدورة الثانية.
وتجرى انتخابات الرئاسة على جولتين يومي 23 أفريل والسابع من ماي.
مزيد من العنف في ضواحي باريس
قال ممثل عن الشرطة الفرنسية إنها ألقت القبض على 12 شخصاً في ليلة رابعة على التوالي من المواجهات مع شبان في ضواحٍ شمال العاصمة باريس، بعد توتر بسبب اتهامات بانتشار عنف الشرطة في مناطق جديدة.
وأضاف إيف ليفبفر لإذاعة “فرانس إنفو” العامة إن نحو 10 سيارات أحرقت، بعدما ألقى شبان قنابل حارقة أثناء مواجهات مع مسؤولي الأمن في منطقة إلى الشمال من العاصمة كانت قد شهدت أعمال شغب أكثر عنفاً جذبت انتباه العالم في 2005.
وانحسرت الاضطرابات كثيراً عما كانت عليه قبل 12 عاماً، لكنها تعيد إلى الأذهان التوتر الشديد في الأحياء، التي تعاني معدلات بطالة أعلى من المتوسط، ويعيش فيها عدد كبير من المهاجرين.
وبدأ التوتر في منطقة أولنيه سو بوا قبل عدة أيام عندما أوقف 4 رجال شرطة عن العمل لحين التحقيق في اتهامات بأنهم استعملوا القوة المفرطة عند اعتقال شاب يبلغ من العمر 22 عاماً هناك في الثاني من فيفري بما في ذلك إدخال عصا في فتحة الشرج.ويخضع أحد رجال الشرطة الأربعة لتحقيق رسمي بتهمة الاغتصاب، ويتهم الثلاثة الآخرون بممارسة عنف غير ضروري.
وزار الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الشاب، الثلاثاء، في مستشفى أولنيه.