الإرادة الفلسطينية وضعت كل الاحتمالات لمواجهة الموقف
قال سفير دولة فلسطين لؤي عيسى، في حوار خص به «الشعب»، أمس، إن «مؤتمر باريس للسلام قد يكون آخر فرصة متاحة لتحقيق حل الدولتين»، لافتا إلى أن «فلسطين تعلق أهمية على الموقف الروسي وتثق بالتحرك الفرنسي وتعتبره إيجابيا». مؤكدا، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس نهاية حلّ الدولتين، وأن الإدارة الفلسطينية وضعت كل التصورات لمواجهة الوضع الذي يبقى مجرد كلام، واصفا إياه بـ «الخطير والمقلق».
«الشعب»: ماذا يحمل مؤتمر باريس الذي ينطلق، اليوم، من حلول للقضية المركزية فلسطين في ظل الرهانات والتحديات؟
سفير دولة فلسطين: قد يكون مؤتمر باريس آخر فرصة متاحة لتحقيق حل الدولتين، القدس عاصمة فلسطين، أو ندخل في تطورات على جميع الأصعدة دوليا ومحليا وبين الدولتين، واحتمال نقل السفارة الأمريكية.
المؤتمر تفعيل لعملية السلام وللمفاوضات بعدما أوقفناها، لأن إسرائيل كانت تحاول الاستفادة منها على حساب الطرف الفلسطيني، وهو يكرس العودة إلى المفاوضات تحت رعاية دولية، بفترة زمنية محددة، ومن ثم تحديد فترة لإنهاء الاحتلال.
ما هي الورقة الفلسطينية التي ستقدمونها؟
لابد أن أشير إلى أننا طلبنا رسميا توجيه دعوة للجزائر لتكون حاضرة، لأنها حاضنة وحامية المشروع الفلسطيني، ومشاركتها أمر مطمئن لنا.
المسألة واضحة، توجهنا إلى العالم الذي خلق دولة الاحتلال بأرض فلسطين، عالم يتحمل مسؤوليته ذنب تجاه شعب يشرّد ويقتّل لمجرد طلب دولة. مشروعنا في مؤتمر باريس للسلام يتلخص في كلمتين، مشروع تبنته الأمم المتحدة.
نريد تطبيق القرارات الأممية، ومجلس الأمن 242، والاستيطان 2344، لا يمكن القيام دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس، لابد من وضع حد للازدواجية باتخاذ قرارات وبوقف تنفيذها، ندخل مفاوضات، دولة الاحتلال لم ترض بالسلام والاستقرار لخلفياتها الصهيونية.
هل سيكون لفرنسا دور في تحريك المفاوضات، في ظل رفض كلي للاحتلال وقف الاستيطان؟
المسائل واضحة، فرنسا دولة كبيرة تبحث عن مصالحها وتعي جيدا انعكاسات الاستقرار في المنطقة عليها. كما أن المسألة مرتبطة بالإدارة الفرنسية المقبلة على انتخابات، في ظل التطرف في التعاطي مع السلم والاستقرار الذي طفا في ظل صعود التيار اليميني، مصالح ورؤية فرنسا التاريخية منسجمة، مع العدل والمساواة والاستقرار الدولي.
وعدتنا فرنسا، في حال لم ينجح المؤتمر، وتعنتت إسرائيل في موقفها، أن تقوم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية من طرف واحد. وقد دخلنا في مفاوضات تخص اليوم الثاني بعد المؤتمر، المتعلقة بالبيان واللقاء الذي يجمع الرئيس الفلسطيني بنظيره الفرنسي.
سيكون حضور أمريكي في أشغال مؤتمر باريس للسلام، إلا أننا نعلق أهمية على الموقف الروسي، سيكون حازما. كما أننا نثق بالتحرك الفرنسي ونعتبره إيجابيا.
كيف تتعامل دولة فلسطين مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟
لا نريد الدخول في توقعات الرئيس والإدارة لم تنصب، أي أن كل ما يقال ويشاع غير رسمي، لكنه مخيف ومقلق، لاسيما وأنها وصلت إلى درجة اتهام الرئيس أجهزة الأمن بالمغالطة. وبخصوص الاستيطان، تناقض كبير ضد أو مع. وإذا تأكد الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فإن حل الدولتين انتهى. لكن القيادة الفلسطينية وضعت كل التصورات لمواجهة الوضع على المستوى الدولي ومجلس حقوق الإنسان.
إلى أين وصلت اللقاءات التي تجمع الفصائل الفلسطينية بموسكو؟
مسألة الانقسام خطيرة، نأمل بإنهائها، والحديث عن الدفع بدولة في غزة ترويج كلام خطير جدا. وقد اجتمعت لجنة تحضيرية ببيروت من كافة الفصائل في أجواء إيجابية، والاستقرار مربوط بقضية تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتنظيم انتخابات، لابد أن نتجاوزها.
بالنسبة للقاء موسكو، الذي ينظمه معهد الاستشراف الروسي، الهدف منه الوصول إلى حل لحالة الانقسام. لكن الأهم، نحن أكثر حرصا لإنهاء مسائلها، لأن الأولوية لإنهاء الاحتلال. كما أن موسكو يمكنها الضغط في اتجاه عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قياسا إلى العلاقات بين بوتين وترامب.
هناك شبكة تحركات، لكن المسألة تحسم على الأرض، شعبنا متألم حقيقة، لكن لن نتنازل عن حقنا في الأرض، سندافع عن قدسنا وعن مسجدنا في الخليل. الشعب الفلسطيني يلعب دورا كبيرا ومهما جدا، وأي حل سياسي لن يكون فعالا، إلا مع حركة عملية في الأرض. الحقوق لا تؤخذ بالتسول، لدينا موازين وإرادة لقضيتنا على الأرض. وكما قال أبو مازن: «لا يوجد حرية دون فلسطين، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه».