تعهد بتحرير كامل سوريا

الأسد يمدّ يده للسلام ويعرض العفو عن كل من يسلمّ سلاحه

شكل الوضع في سوريا ومجريات تطور الأحداث في هذا البلد، أهم المحاور التي تناولها الرئيس بشار الأسد في تصريحاته، موازاة مع سريان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منذ أزيد من أسبوع، حيث قدم تحليلا لما يجرى في بلاده في ظل الأزمة التي اندلعت عام 2011.
قدم الرئيس الأسد نظرته المستقبلية للوضع في البلاد، مؤكدا استمرار سياسة اليد الممدودة لتحقيق السلام ومواصلة مواجهة الإرهاب لتحرير كل شبر من سوريا.
وقال إن حكومته مستعدة «للتفاوض حول كل شيء» في محادثات السلام المقترحة في كازاخستان. لكنه أضاف، أنه لم يتضح بعد من سيمثل المعارضة فيها ولم يحدد لها موعد.
 وجدد الرئيس السوري دعوتة للمسلحين لإلقاء سلاحهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية. وقال في هذا الصدد، «انطلاقا من رغبتنا الحقيقية في تحقيق السلام في سوريا، فقد عرضت الحكومة العفو عن كل مسلح يسلم أسلحته. وقد نجح ذلك ولا يزال الخيار نفسه متاحا لهم... وهذا أقصى ما نستطيع تقديمه... أي العفو».
 وأكد بشار الأسد وهو يلوح باقتراب انتصار بلاده على الإرهاب، أن كل الحروب سيئة و»لم أسمع أبدا في التاريخ عن حرب جيدة»، حتى لو كانت لسبب جيد أو نبيل وهو الدفاع عن وطنك فهي تبقى سيئة. لكن المسألة هي كيف نحرر المدنيين من الإرهابيين».
 واعتبر الرئيس السوري في مقابلات أجراها، الأحد، مع إذاعة «أر.تي.ال» وإذاعة وتليفزيون «فرانس آنفو»، أنه من غير المقبول ترك المدنيين في قبضة الإرهابيين لتقطع رؤوسهم وإعدامهم، مشيرا إلى أن «هذا هو الثمن الذي ينبغي دفعه أحيانا».
 
التزام بالهدنة وتفاؤل بمفاوضات الأستانة

في ظل هذه التطورات، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن أكثر من ألف قرية وبلدة سورية أكدت حتى الأحد، إلتزامها بالهدنة المطبقة في سوريا والتي تم التوصل إليها برعاية روسية وتركية.
وأوضح المركز الروسي في تقرير له، أن 1095 من القرى والبلدات السورية ونحو 104 من الجماعات المسلحة في سوريا، أعلنت حتى الآن التزامها بالهدنة، مشيرا الى استمرار موسكو في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا.
إن استمرار الالتزام بهدنة وقف إطلاق النار السارية منذ 30 ديسمبر الماضي بسوريا، من شأنه تسهيل عقد محادثات السلام المزمع إجراءها في أواخر جانفي في الأستانة، عاصمة كازاخستان، في محاولة لإنهاء الحرب التي تشهدها البلاد منذ مارس 2011 وأسفرت عن مقتل أكثر من 310 ألف شخص وتشريد الملايين من السكان.
فقد أكدت الحكومة السورية التزامها بإنجاح مفاوضات الأستانة ووافقت على حضورها، مشترطة ضرورة أن «تتم دون أيّ تدخل خارجي». وقالت إنها جادة في إيصالها إلى النتيجة المتوخاة، المتمثلة بإنهاء الإرهاب وآلة القتل المدعومة من قبل تركيا وبعض دول أوروبا الغربية، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإدارتها الحالية».
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السوري مؤخرا أنه «يبقى حاليا على سوريا إعداد وفدها المشارك ونفسها من أجل هذا العمل السياسي، ونأمل من النظام التركي أن يفي بتعهداته التي قطعها على نفسه كضامن للتنظيمات المسلحة للمشاركة في هذه
المباحثات بنوايا جيدة تقود في نهاية المطاف إلى إنهاء الإرهاب والتدخل الغربي في شؤون سوريا الداخلية».
 
وفود أجنبية بعد صمت لسنوات
 
تعيش سوريا خلال الأيام الأخيرة على وقع نشاط ديبلوماسي ميزته زيارات لمسؤولين إيرانيين ووفود فرنسية.
فقد استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، وفدا فرنسيا يضم عددا من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية ومجموعة من المثقفين برئاسة تييري مارياني، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية.
كما استقبل الرئيس السوري أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي يزور سوريا، بعد أيام من زيارة علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024