لا تزال دوافع المهاجم الذي أطلق النار في منطقة استلام الحقائب في مطار «فورت لودرديل» الدولي بفلوريدا، مساء الجمعة، مجهولة، حيث إنه لا يزال قيد التحقيق حول الحادث الذي أودى بحياة 5 أشخاص، إضافة إلى إصابة 8 على الأقل، إلا أن هناك بعض الدلالات على أنه يعاني من مشاكل نفسية إبان فترة خدمته العسكرية في حرب العراق.
المهاجم هو إستيبان سانتياغو، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً، وينحدر من أصول لاتينية، بحسب ما أشارت المعطيات الأولية. يحمل سانتياغو هوية عسكرية أمريكية، إذ عمل في الحرس الوطني، كما خدم ضمن القوات الأمريكية في حرب العراق في الفترة ما بين أفريل 2010 وفيفري 2011.
قال متحدث من الحرس الوطني، إن سانتياغو تأثر كثيراً، حيث قتل اثنان من زملائه بعبوة ناسفة زرعت على الطريق، ليشكل الحادث صدمة كبيرة بالنسبة له ولكل وحدته المكونة من 100 شخص، والتي عادت بالكامل بعد الحادث بشهر واحد.
مصاب بـ «هلوسة» منذ مقتل زملائه بالعراق
قال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن سانتياغو تم تسريحه بشكل مشرف من الحرس الوطني العام الماضي، إلا أن شقيقه أشار إلى أنه كان يتلقى علاجاً نفسياً في ألاسكا. ونقلت بعض وسائل الإعلام الأمريكية عن أحد أفراد أسرة سانتياغو قولها إنه أصبح أباً في سبتمبر الماضي، إلا أنها أكدت أنه يعاني من مشاكل نفسية، وأنه «يرى أشياء»، بحسب تعبير عمته ماريا لويزا.
أما عمه هيرنان ريفيرا، فنقلت عنه وسائل الإعلام قوله، إنه عندما عاد من العراق، لم يكن سانتياغو بحالة جيدة. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن شهود قولهم; إن مطلق النار الذي لم يردد أي عبارات كان يرتدي قميصاً يحمل شعار سلسلة أفلام (ستار ورز).
بحسب مصادر أمنية; فإن سانتياغو وصل إلى مطار «فورت لودرديل» على متن رحلة قادمة من ألاسكا ببندقية مرخصة في أمتعته، ثم استلم حقيبته وتوجه لدورة المياه، حيث لقمها بالذخيرة قبل أن يخرج ويطلق النار على المسافرين.
ووصف أحد شهود العيان المسلح بأنه «رجل نحيف.. كان «يطلق النار علينا مباشرة»، مضيفاً أن المسلح أعاد تلقيم سلاحه ليطلق النار مرة ثانية لكنه لم يتمكن من تحديد عدد الطلقات التي أطلقها المهاجم. بعدها سلم سانتياغو نفسه لقوات الأمن دون أي مقاومة.
هذا أحدث هجوم في سلسلة من عمليات إطلاق نار بشكل عشوائي شهدتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وبعضها قام به إرهابيون، كما نفذ بعضها الآخر أشخاص بمفردهم أو أشخاص مختلون عقلياً تمكنوا من الحصول على أسلحة بشكل سهل بموجب قوانين الأسلحة الأمريكية.
جدل حول أمن المطارات الأمريكية
أشعل حادث إطلاق النار في مطار فلوريدا مجددا الجدال الدائر بشأن ما إذا كان ينبغي أن تكون نظم الفحص أكثر دقة. لكن خبراء يقولون إن منع هجمات مثل هجوم الجمعة - عندما فتح مسلح النار في منطقة استلام الحقائب في مطار فورت لودرديل-هوليوود الدولي - مستحيل تقريبا نظرا للمناطق العامة الكبيرة في المطارات الأمريكية برغم إنفاق مليارات الدولارات على الأمن.
قال خبير الطيران روبرت مان «بالنسبة لمسألة أن هذا لم يحدث في منطقة آمنة.. فإن الواقعة لا تدل في الحقيقة على أي شيء يتعلق بأمن المطار.» وأضاف «أي شخص يمكن أن يدخل حانة وأي شخص يمكن أن يدخل صالة استلام الحقائب. كل منهما غير آمن.»
ويركز الأمن في غالبية المطارات الكبرى في أنحاء العالم بشكل عام على حماية الطائرات من المهاجمين المحتملين والعبوات الناسفة وليس على حماية المطارات نفسها. ونتيجة لذلك يسهل دخول العامة إلى معظم الأماكن في صالات الركاب دون فحص رسمي قبل مرور الركاب بحاجز التفتيش كي يصلوا إلى بوابات المغادرة.
وزاد الجدل بشأن توسيع الفحص الأمني ليشمل المناطق العامة في المطارات بعد تفجيرات داخل صالة الركاب في مطار بروكسل في مارس عام 2016 أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة المئات.
قال هنري هارتفيلت المحلل بقطاع الطيران «من غير العملي لوجيستيا للأسف محاولة حماية هذه المناطق والسبب هو أنه مهما حاولت مد الحدود ستظل هناك دائما منطقة هشة يمكن استهدافها.»
الجاني خدم في العراق وتلقى علاجا نفسيا في ألاسكا
5 قتلى و8 جرحى في إطلاق نار بمطار في فلوريدا والشرطة تبحث عن الدوافع
شوهد:540 مرة