تواصل القوات الحكومية السورية سيطرتها على المزيد من الأراضي خلال حملتها العسكرية لاستعادة الجزء الشرقي كاملا من مدينة حلب (شمال سوريا) محققة بذلك تقدما جديدا فيما يواصل المدنيون الفرار باتجاه المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية.
أكدت الحكومة السورية السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب، بينما تواصل حملتها العسكرية لاستعادة الجزء الشرقي من المدينة كاملا. كما تمكن الجيش السوري من السيطرة على حي جديد كان تحت سيطرة جماعات مسلحة في مدينة حلب بهدف تأمين الطريق نحو مطار حلب الدولي حيث سيطر على حي طارق القريب من مدينة الباب شمال شرق مدينة حلب.
بالسيطرة على حي طريق الباب، فإن القوات الحكومية استعادت نحو 60 بالمائة من الأحياء الشرقية في المدينة التي كانت في قبضة المعارضة المسلحة بعد تمكنه قبل أيام من السيطرة على القسم الشمالي من هذه الأحياء.
تمكن الجيش السوري من اكتساب مزيد من الأراضي في الطرف الشرقي من حلب التي كانت في السابق خاضعة للفصائل المسلحة والارهابية، الأسبوع الماضي، في حملة واسعة النطاق شنّها الجيش تهدد بهزيمة كبيرة للمسلحين هناك.
أكد الجيش السوري أنه سيمضي قدما في العملية حتى يتم السيطرة على جميع المناطق التي يحتلها المسلحين في شرق حلب.
منذ السبت الماضي فرّ ما لا يقل عن خمسين ألف شخص من أصل سكان الأحياء الشرقية للمدينة الذي كان يبلغ تعدادها نحو 250 ألفا، وتوّجهوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية نتيجة للمواجهة العسكرية.
استولى المسلّحون على شرق حلب في عام 2012 وفرضت القوات السورية مؤخرا حصارا على تلك المنطقة قبل ان تطلق هجوما واسعا لاستعادتها. تعد حلب من أكبر مدن سوريا، وكانت عاصمتها التجارية الأولى قبل نشوب الأزمة في البلاد في مارس 2011. في حال استعادة الجيش السوري كل مدينة حلب فإن ذلك سيشكل أكبر انتصار له في المعارك المستمرة منذ خمس سنوات وأسوأ هزيمة لمسلحي المعارضة الدمويين.
مئات المسلّحين يغادرون بموجب اتفاق مع الحكومة
غادر المئات من المسلحين مع عائلاتهم، الجمعة الماضي، مدينة التل القريبة من دمشق إلى إدلب شمال غرب سوريا بموجب اتفاق مصالحة مع الحكومة السورية بحسب الاعلام الرسمي السوري ومرصد حقوقي.
نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في لجنة المصالحة بمدينة التل في ريف دمشق قوله: إنه «تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة التل يضمن إنهاء المظاهر المسلحة فيها ويعيد الحياة الطبيعية إليها»، وأن «مدينة التل أصبحت خالية من السلاح والمسلحين».
أوضح المصدر أنه تم «تسوية أوضاع عدد من المسلحين» بموجب مرسوم عفو أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، خلال العام الجاري، بالإضافة إلى «تأمين خروج من تبقى من المسلحين بعد تسليم أسلحتهم لتصبح المدينة بذلك خالية من السلاح والمسلحين بشكل كامل».
الاتفاق هو الأحدث في سلسلة اتفاقات مصالحة سابقة عقدتها الحكومة السورية مع الفصائل المسلحة في محيط العاصمة دمشق وريفها في مناطق قدسيا والهامة ومعضمية الشام وداريا بحسب المرصد والإعلام الرسمي.