أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه تجاه ما ورد في تقرير أميركي رسمي، بشأن تزايد معدلات جرائم الكراهية المرتكبة، خاصة ضد المسلمين في الولايات المتحدة، مطالبا بالتحقيق فيما ورد فيه ومحاسبة الجناة.
قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، إن «بان كي مون يدين كافة أشكال التمييز بناء على العِرق أو الدِّين أو التوجه الجنسي».
وأضاف المسؤول الأممي، أنّ الأمين العام يعتبر ما ورد في ذلك التقرير مصدرا كبيرا للقلق، يتعين إجراء تحقيقات بشأنه ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم.
وكشف تقرير لمكتب التحقيقات الفدرالية «أف.بي.آي»، عن ارتفاع معدلات جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 67% العام الماضي، حيث قفز عدد تلك الجرائم إلى 257 جريمة، مقابل 154 عام 2014.
في جوان الماضي، كشف تقرير حول ظاهرة «الإسلاموفوبيا» باسم «مواجهة الخوف»، أعده مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) و»مركز العرق والجنس» بجامعة كاليفورنيا، وجود 74 مجموعة تنشر «الإسلاموفوبيا» بالولايات المتحدة.
ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة، 3.3 ملايين شخص، ما يمثل نسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ قرابة 304 ملايين نسمة.
على صعيد آخر، أعلن رؤساء بلديات 4 مدن أميركية مهمّة، العصيان على ترامب وعدم التعاون معه بمخططه المستهدف المهاجرين غير الشرعيين بطرد جماعي، بدءاً من أول يوم له في البيت الأبيض، بحسب ما يمكن استنتاجه مما قالوه. وانضم إليهم قائد شرطة لوس أنجلس، بإعلانه الوقوف مع رفضهم بأن تفرض عليهم سياسات «اتحادية» بشأن الهجرة، وهم الملتزمون بخصوصها بالقوانين الداخلية لولاياتهم فقط.
وقال قائد الشرطة: «لن نعمل جنباً إلى جنب مع الأمن الداخلي في عمليات الطرد، هذا ليس عملنا ولن أجعله عملنا». فيما وعد رئيس بلدية المدينة، أنه «إذا رأينا في أول يوم من رئاسة ترامب شيئاً معادياً لشعبنا ولمدينتنا، وسيّئاً لاقتصادنا ولأمننا، فسنرفع صوتنا. سنتكلم ونتصرف»، وفق تعبيره، «لن نضحي بنصف مليون، هم جزء من مجتمعنا».
وبين من أعلنوا العصيان، نجد الرئيس السابق لموظفي باراك أوباما في البيت الأبيض، راهم إيمانويل، وهو الرئيس حالياً لبلدية شيكاغو، كبرى مدن ولاية إلينوى، فقد قال إنها «ستبقى دائماً مدينة ملاذ»، شارحاً أن الملاذ يعني ملاذ الجميع، من بينهم المهاجرون.
أما رئيس بلدية نيويورك، بيل دو بلاسيو، فصرح، الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها لأمس الأربعاء، وقال: «لن نضحي بنصف مليون، هم جزء من مجتمعنا»، في إشارة إلى العدد المقدر للمهاجرين غير الشرعيين فيها، والشيء نفسه تقريباً أعلنه رئيس بلدية فيلادلفيا، كبرى مدن ولاية بنسلفانيا.
أوباما طرد مليونين و500 ألف في 8 سنوات
وكان ترامب أعلن مراراً أثناء حملته الانتخابية عن نواياه طرد المهاجرين غير الشرعيين، وعددهم تقديراً أكثر من 11 مليوناً بالولايات المتحدة.
أما بعد انتخابه، فكرر، الأحد الماضي، النوايا نفسها، في مقابلة أجراها معه برنامج «60 دقيقة» في شبكة تلفزيونية. وشرح أنه سيقوم، بدءاً من أول يوم يتسلم فيه المنصب، بإجراءات تؤدي أولاً إلى طرد ذوي السوابق الإجرامية: «سنطرد المجرمين والذين يملكون سجلاً إجرامياً وأفراد العصابات وتجار المخدرات، وهم أكثر من مليونين أو حتى 3 ملايين. سنطردهم أو نزج بهم في السجون»، كما قال.
وفي خبر «التايمز» أيضاً، أن من تم طردهم من مهاجرين غير شرعيين أثناء ولايتي باراك أوباما، هم أكثر من مليونين و500 ألف، لكن منذ 2009 للآن، منهم 400 ألف في 2012 وحده «أي أكثر من أي طرد قام به أي رئيس أميركي حتى الآن»، إلا أن الفرق بينه وبين ترامب، هو أن الرئيس المنتخب يريد الطرد بأسلوب جماعي وسريع.