دخلت معركة سرت شهرها السادس، من دون أن تتمكن قوات حكومة الوفاق من إنهاء وجود تنظيم “داعش” الإرهابي فيها. وعزا قادة عسكريون السبب وراء عدم حسم المعركة حتى الآن، إلى استخدام الدمويين للأسرى المدنيين كدروع بشرية.
قال المتحدث باسم عملية “البنيان المرصوص” التابعة لحكومة الوفاق محمد الغصري، إن المعركة التي انطلقت في ماي الماضي، كانت تسير بوتيرة عالية في شهورها الأولى رغم الخسائر بسبب عدم معرفتنا باستراتيجيات “داعش” الإرهابي، لكننا اليوم وفي مقابلة عشرات “الدواعش” فقط نواجه بعض المصاعب في حسم المعركة، لأن الدمويين غيّروا استراتيجيتهم، إذ أصبحوا يقبلون على العمليات الانتحارية وعلى القنص وحرب الشوارع، ولا يترددون في استخدام المدنيين كدروع بشرية والاحتماء بهم وأيضا زرع المنافذ بالألغام.
وتابع الغصري بالقول، “ليست هذه هي الأسباب الوحيدة، فنحن نمتلك قوات مدربة ونتفوق عليهم في العدد والعدة، ولدينا طيران ودعم جوي دولي، لكن ما لا يرونه أننا حريصون جداً على أرواح الأسرى المدنيين الذين كانت تصلنا أصواتهم من الداخل عبر لاسلكيات الدواعش في تهديد مباشر لنا بالتوقف عن التقدم أو قتلهم، أما الآن فإننا نسمع صراخهم مباشرة لقرب المسافة بشكل كبير”.
وقال: “سوف نواصل تقدمنا ولو بالشبر وسنحسم المعركة ولو بعد زمن، ما يهمنا سلامة أرواح مقاتلينا وأرواح الأسرى وحتى أسر الدواعش وأطفالهم لن نغامر بقلتهم”.
وإثر اشتداد المقاومة، أعلن سلاح الجو الأميركي، في أوت الماضي، بدءه في تنفيذ ضربات جوية على معاقل “داعش” الإرهابي استجابة لطلب حكومة الوفاق التي عللت الطلب بعدم امتلاك طيرانها لتقنيات دقيقة، تمكنها من توجيه ضربات في حيز سكني صغير في الحي الثالث والثاني وحي الجيزة وقتها.
وعن أسرى وقتلى “داعش” الدموي، قال الغصري: “نقل الكثير من جثث القتلى من أرض المعركة، لكن الأسرى عددهم قليل. إنهم يقومون بتفجير أنفسهم قبل القبض عليهم وخلال القليل من اللحظات، من نستطيع أسرهم نادراً ما يقعون أحياء في قبضة القوات الحكومية.
وأوضح الغصري، أن العملية العسكرية لا تقتصر على القتال، فهناك أعمال أخرى تقوم بها قواتنا، من أهمها انتزاع وتفكيك آلاف الألغام والمفخخات المنتشرة بشكل كثيف في الأحياء والمنازل ونقلها للتخلص منها، مؤكداً أن مخلفات الحرب ستعيق عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة بسرعة.
وفي والوقت الحالي، قال الغصري: “نحاصر داعش في أقل من منطقة لا تتجاوز رقعتها مئات الأمتار تتكون من 70 مسكناً في حي الجيزة البحرية سيطرنا على عشرين منها ونتعامل مع من تبقى بشكل مباشرة على الأرض من خلال الضربات الجوية لاستهداف القناصة المتنقلين بشكل سريع على أسطح المنازل”. وختم بالقول: “نعم هناك ما يعوقنا وقد تطول المعركة أو تقصر ويحتم علينا الأمر ترتيب أكثر من خطة عسكرية وتغييرها أكثر من مرة، ولكننا واثقون من حسم المعركة”.