كشف المدير العام لمستشفى الأمراض العقلية فرانتز فانون بالبليدة، أن مصالحه استرجعت قاعة السينما والمسرح، لفتحها أمام جمهورها المتميز، من المرضى المصابين بتلف ذهني وعقلي، بعد 20 سنة من التوقف عن النشاط الفني، الذي كان يساهم بنسبة كبيرة ويندرج ضمن العلاج «الاغوتي».
قال معمر بودالي المدير العام لـ «الشعب»، أن الفضاء الفني سيمكن نزلاء المستشفى من التمتع بمشاهد سينمائية وعروض مسرحية، مثلما كانت عليه منذ عقدين، وأن البرنامج المقترح مبدئيا، تقديم نشاط فني كل أسبوع. وأضاف المتحدث بأن مثل هذه الانشطة التي تضاف الى سلسلة من الأنشطة الأخرى، تندرج ضمن العلاج النفسي «اللاغوتي»، يتمكن المريض من ملء الفراغ ويشغل نفسه بنشاط يساعده في العلاج أفضل من العلاج الكيميائي. وأضاف بأن ترك المريض يتلقى العلاج في الأماكن المغلقة باتت حديثا وأسلوبا من الماضي، وهي الحقائق التي أثارها الطب الحديث وتوصل إليه المختصون في مثل هذه الامراض، والتي أصبحت مع الوقت احدى اهم طرق العلاج من تلك الامراض بل أنجعها، اهتدى إليها الطبيب الروحي ومرجعية المستشفى فرانس فانون مع فريق من العاملين ونجح في فكرته وتطورت مع الايام، واصبح المريض يعيش العلاج الفيزيائي بالذهاب الى ورشات العمل المستحدثة بعيدا نوعا ما عن العلاج الكيميائي، واصبح المستشفى لديه ورشات، ومسرح ومكتبة ومطبعة تصدر جريدة، وتأسيس لجوق غنائي كان من اهم معلميه الفنان الراحل عبد الرحمان عزيز، واصبح المشفى كل متكامل، مضيفا أن البداية كانت مع اعادة تطهير وترميم الاجنحة، وتخصيص «كافيتريا» أو مقهى مجاني للمرضى، على أمل اعادة فتح الورشات العلاجي بدل إخضاع المريض للعلاج بما يسمى «المرقدات» فقط، والحرص على استقطاب الكفاءات العلمية والابقاء عليها مع توفير لها الجو المناسب للعمل، واحياء نظام الغرف بوضع مريضين في كل غرفة بدل وضعهم في قاعات مفتوحة، وانجاز مصلحة للاستعجالات تعمل 24 ساعة، تكون بالقرب من مصلحة الاستعجالات التابعة للمستشفى الجامعي، وهي المصلحة التي ستستقبل اصحاب الصدمات النفسية الناجمة عن الحوادث والكوارث وما شابه ذلك، والتخلص من البنايات الجاهزة الكارتونية، واعادة تجسيدها في بنايات اسمنتية بمواصفات هندسية تتوافق والعصر، حتى يحقق المقولة المشهورة «قيمة البلد تعرف في الاعتناء والاهتمام بشريحتها من المعاقين كيفما كانت إعاقتهم».