بدأت رسمياً أمس الأربعاء، الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، المرحلة الحاسمة للانتخابات الرئاسية التي تجري في 23 أفريل و7 ماي 2017 بمشاركة 7 مرشحين.
ووافقت «السلطة العليا للانتخابات التمهيدية لليمين» على 7 مرشحين من أصل 11 ملفاً قدمت لهذا التصويت الذي سيجرى في 20 و27 نوفمبر.
والمرشحون السبعة هم امرأة وستة رجال، بينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الأسبق آلان جوبي وهما شخصيتان متناقضتان مصيرهما مترابط منذ 40 عاماً..ً.
ومن بين 11 ملفاً اعتمدت الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات التمهيدية في 20 و27 نوفمبر المقبل 7 مرشحين يتصدرهم رئيس بلدية بوردو آلان جوبيه (71 عاماً) مراهناً على أصوات الوسط للفوز بالاقتراع. ويليه نيكولا ساركوزي (61 عاماً) الذي يخوض حملة إلى اليمين لتقليص الفارق مع جوبيه.
وبين المرشحين الآخرين امرأة هي نتالي كوشيوسكو موريزيه، ورئيس وزراء سابق آخر هو فرانسوا فيون. ولا يتوقع أن يدخل هؤلاء على خط الخلاف بين جوبيه وساركوزي.
ورهان الانتخابات كبير، فمع تراجع شعبية اليسار إلى مستويات غير مسبوقة منذ 5 سنوات وخلافاته الداخلية، باتت لدى الفائز في الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين فرص كبيرة للوصول إلى الدورة الثانية في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، بحسب استطلاعات للرأي.
ويتقدم حزب الجبهة الوطنية في كل اقتراع لكن قسماً كبيراً من الفرنسيين لا يزال يعارض نهجه وهذا يوفر فرصة لليمين للوصول إلى الرئاسة.
وقال جان بيار رافاران، رئيس الوزراء اليميني السابق، مؤخراً إن «معركة الانتخابات الرئاسية ستكون في نوفمبر المقبل».
مسار مشترك منذ 30 سنة
ويستعد نيكولا ساركوزي (61 عاماً)، وآلان جوبيه (71 عاماً) لخوض «معركة قاسية»، بحسب أنيتا هوسر وأوليفييه بيسكاي مؤلفي كتاب «أعداء منذ 30 عاماً» خصص لهما.
ومنذ دخولهما المعترك السياسي في منتصف السبعينات كان الرجلان يتوليان مهامّ مختلفة تماماً، وعندما كان جاك شيراك رئيساً للحكومة «لاحظ أنهما يشكلان ثنائياً متكاملاً، فعهد الى ساركوزي ما يتعلق بالعمل الميداني ومنتدى النقاشات، وإلى جوبيه الشؤون الإدارية والاجتماعات الاستراتيجية»، وفق الكتاب.
وبعد عدة معارك مشتركة انفصلا مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في 1995. وبقي جوبيه مؤيداً لشيراك، في حين انضم ساركوزي إلى المرشح اليميني الآخر إدوار بالادور الذي هزم فيها.
وبعد هذه المواجهة الأولى مرّ الرجلان بأوقات عصيبة. وبعد أن استبعد من قبل شيراك الذي أصبح رئيساً، كان على ساركوزي الانتظار حتى عام 2000 للعودة الى الواجهة.
وسرعان ما تراجعت شعبية آلان جوبيه الذي عُين رئيساً للوزراء، مع تظاهرات حاشدة احتجاجاً على إصلاحاته الاجتماعية في شتاء عام 1995.
وفي 2004 تلقى ضربة موجعة عندما حُكم عليه بعدم الأهلية لانتخابه في قضية وظائف وهمية.
والمفارقة هي أن انتخاب ساركوزي رئيساً في 2007 أعاده الى الساحة السياسية مع إسناد حقيبة الدفاع اليه ثم الخارجية.
الإسلام ورقة في السباق
أما اليوم فلم تعد المرحلة مرحلة التعاون بل على العكس. تبدأ خلافاتهما أصلاً بأسلوبهما المتباين. ونقلت أسبوعية «لوكانار انشينيه» الساخرة عن ساركوزي قوله إن «ترشح جوبيه لا يزعجني بتاتاً فهو يجعلني أشعر بأني أصغر سناً». أما جوبيه فينتقد خصمه لافتقاره الى رباطة الجأش حتى أنه وصفه بأنه «شخص هائج» أو «هستيري الى أقصى درجة».
لكنهما مختلفان كل الاختلاف في الجوهر. في بلد شهد سلسلة اعتداءات ارهابية يشن ساركوزي حملة قوية تتعلق بالأمن والهوية والإسلام ويؤكد ضرورة انتماء كل الفرنسيين إلى أجدادهم «الغاليين».
أما جوبيه فيراهن على «الهوية السعيدة» ويرفض «الانصياع للخوف»، ويدعو إلى عدم وصم المسلمين حفاظاً على لُحمة المجتمع.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن ساركوزي يحظى بتأييد ناشطي حزبه حزب الجمهوريين، في حين أن جوبيه يتمتع بتأييد أكبر خارج الحزب.
ونتائج الانتخابات التمهيدية - المفتوحة لكل الذين «يدعمون قيم اليمين والوسط» - ستكون رهناً بنسبة المشاركة خارج النواة الصلبة للحزب.