أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، أن موسكو لن تفصح عن تفاصيل الاتفاق الروسي -الأمريكي حول سوريا بدون رغبة واشنطن.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين قوله - على هامش قمة رابطة الدول المستقلة في بيشكيك بقيرغيزستان - أن «روسيا والولايات المتحدة تطمحان لإحلال السلام في سوريا وأن هدفهما المشترك يتمثل في مكافحة الإرهاب الدولي»، مشددا على أن «تحقيق هذه الأهداف يحتم على الجانبين إظهار أكبر قدر من الشفافية والمصداقية تجاه بعضهما البعض».
واعتبر بوتين «أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في سوريا تتمثل في عجزها عن الفصل ما بين المعارضة السليمة وشبه الإجرامية».
وأوضح أن «روسيا لا تلمس في الوقت الراهن حدوث فرز للمعارضة السليمة عن الإرهابيين، خاصة مع محاولات العناصر الإرهابية لإعادة حشد صفوفهم، حيث يسعون إلى تغيير مسمياتهم والحفاظ على قدراتهم القتالية».
وكانت الهدنة في سوريا قد بدأت مساء يوم الإثنين الماضي (12 سبتمبر) بعد الاتفاق الذي توصل إليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لا فروف ونظيره الأمريكي جون كيري.
أمريكا تبرر رفضها نشر بنود الاتفاق
برر ممثل بعثة أمريكا لدى الأمم المتحدة رفض بلاده إطلاع مجلس الأمن على تفاصيل الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة في سوريا بقوله، إن من شأن ذلك أن يؤثر على إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال ممثل البعثة «نحن نركز الآن على تنفيذ الاتفاق (الروسي - الأمريكي)، وبخاصة فيما يتعلق بالحاجة الماسة لإيصال المساعدات الإنسانية، وبما أننا لم نتمكن من الاتفاق على نهج لإعلام مجلس الأمن، الأمر الذي من شأنه أن ينتهك الإجراءات الأمنية للتحضيرات، فقد تم إلغاء الاجتماع، ونتوقع مشاركة كبيرة في قمة بخصوص سوريا الأسبوع المقبل، عندما يجتمع قادة العالم في نيويورك».
وكان المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أعلن أول أمس أن جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا التي كان مقررا عقدها الجمعة 16 سبتمبر ألغيت بسبب رفض واشنطن نشر تفاصيل اتفاق الهدنة.
وقال تشوركين «لا نستطيع أن نطلب من أعضاء مجلس الأمن دعما لموضوع، لا يعلمون ما هو مضمونه»... مضيفا «أن الولايات المتحدة ترفض ليس فقط توفير الوثائق، ولكن حتى مجرد قراءة هذه الوثائق لأعضاء مجلس الأمن».
كما أوضح تشوركين أن اجتماع فريق الدعم الدولي لسوريا سيعقد في نيويورك يوم 20 سبتمبر الجاري، وأشار إلى لقاء مرتقب لوزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن موسكو تسعى إلى الكشف عن تفاصيل اتفاقها مع واشنطن حول سوريا أمام مجلس الأمن الدولي وتبني قرار دولي يدعم هذا الاتفاق الرامي إلى وقف إطلاق النار في سوريا وتفعيل المفاوضات والعملية السياسية من أجل تسوية الأزمة في سوريا.
ألغى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة اجتماعا طارئا كان قد دعى إليه لبحث الاتفاق الروسي-الأميركي في سوريا.
وكان مقررا أن يقدم المبعوثان الأميركي والروسي خلال الاجتماع تفاصيل بشأن الاتفاق المشترك الذي ينص على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات وشن ضربات مشتركة ضد المقاتلين المتشددين في سوريا وترغب روسيا في أن يدعم مجلس الأمن الاتفاق لكن فرنسا إلى جانب دول أعضاء أخرى في المجلس قالت إنها تريد معرفة تفاصيل الاتفاق.
ومن المقرر أن يشارك وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري في مناقشات مجلس الأمن يوم الأربعاء المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
القوات الأمريكية تنشر ثلاث نقاط عسكرية شمال مدينة الرقة
وعلى صعيد آخر نشرت القوات الأمريكية ثلاث نقاط عسكرية في مدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة، حسبما أوردته مصادر إعلامية أمس السبت ورفعت الأعلام الأمريكية ونشرت جنودا لها هناك.
وتتوزع النقاط الثلاث على البوابة الحدودية مع تركيا ومبنى البريد في حي الإسكان، بالإضافة إلى نقطة في قرية منبطح شرقي مدينة تل أبيض.
وأضافت المصادر أن نحو 100 جندي أمريكي، بينهم 20 ضابطا وخمسة مترجمين دخلوا مدينة تل أبيض قادمين من مدينة منبج في ريف حلب وبلدة رميلان في الحسكة.
