حداد عام وجنازة جماعية لضحايا الكارثة
شيّعت إيطاليا، أمس، في يوم حداد وطني عددا من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط البلاد، الاربعاء الماضي، في حين ما يزال مئات من رجال الانقاذ يبحثون بين الانقاض من دون آمال كبيرة في العثور على ناجين محتملين.
بهذه المناسبة الحزينة، نكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد تزامنا مع تشييع عدد من ضحايا اركاتا وبيسكارا ديل ترونتو إحدى البلدات الثلاث الأكثر تضررا في المنطقة، وذلك بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي اللذين توجها بمروحية إلى أماتريشي لتفقد الأضرار قبل أن يتوجها لاحقا إلى مدينة أسكولي بيشينو القريبة لحضور جنازة ما يصل إلى أربعين من الضحايا.
نظمت الجنازة في قاعة رياضية في بلدة اسكولي بيسينو على سفح الجبل الذي ضربه الزلزال، وتحوّلت هذه القاعة الجمعة الى كنيسة حضر إليها أقرباء الضحايا للصلاة أمام حوالي ثلاثين نعشا، غير أن عددا من العائلات اختار عدم المشاركة بالجنازة الرسمية وتشييع أقربائهم بمفردهم، وقد تم تسليمهم جثامينهم.
تفيد آخر حصيلة لضحايا الزلزال صادرة عن الدفاع المدني، أن عدد القتلى بلغ 290 شخصا بينهم 224 في اماتريتشي وحدها و49 ضحية في أركواتا ديل تورنتو، و11 في أكومولي، وعدد الجرحى 388 ادخلوا الى المستشفيات، ولم يتم العثور على أي ناج منذ الخميس.
أعلنت الحكومة، أمس، يوم حداد وطني، فأمرت بتنكيس الأعلام في جميع المباني الحكومية.
تتواصل جهود البحث ليلا في البرد وتحت أضواء كاشفة أو الحر الخانق في النهار، وخصوصا في أماتريتشي من قبل فرق الإنقاذ وبمساعدة كلاب مدربة في أكوام الأنقاض.
وقال المسؤول المحلي للدفاع المدني لويجي دانجيلو «سنواصل البحث والحفر إلى أن نتأكد من أنه لم يبق شخص». لكن رجال الإنقاذ شرعوا في إزالة الركام بجرافات، في إشارة إلى تضاؤل الأمل في العثور على ناجين.
كان الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجات بـمقياس ريختر قد ضرب منطقة جبلية وعرة بين منطقتي أومبريا ولازيو ومارش، فجر الأربعاء الماضي، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص في ثلاث بلديات على بعد نحو 150 كلم شمال شرق العاصمة روما. هذا وقال المعهد الجيولوجي الإيطالي، إن حوالي 1332 هزّة تابعة وقعت بجبال وسط إيطاليا، منذ الأربعاء.