عقبات أمام دخول حكومة الوفاق إلى طرابلس

الحصول على ثقة البرلمان التحدي الكبير

س / ناصر

تواجه حكومة الوفاق الليبية عددا من الصعوبات إزاء إمكانية دخولها العاصمة طرابلس خصوصا في حالة الانقسام حيالها بين مؤيد ومعارض.
العاصمة طرابلس لا تزال تكتظ منذ أكثر من عام ونصف بعدد غير معروف من الميليشيات المسلحة التي تختلف في انتماءاتها من بينها من له علاقة مشبوهة بتنظيم داعش، وأخرى تنتمي لمدينة مصراتة التي عرفت أخيرا بتأييدها للاتفاق السياسي.
وقد صرح رئيس الحكومة «فايز السراج» يوم السبت أن حكومته ستحل بالعاصمة طرابلس خلال الأيام القادمة، وهو التصريح الذي اعتبره سالم الفيتوري المحلل السياسي الليبي ضربا من الخيال وتسرع، موضحا أن الصدام المسلح الذي شهدته طرابلس صباح السبت ينذر بخطر الميليشيات المتشددة الموالية للمؤتمر والمفتي في طرابلس والرافضة لوجود الحكومة، حيث استطاعت هذه الميليشيات إخراج ميليشيات منحدرة من مصراتة من مقرها وإرغامها على المغادرة جنوب العاصمة.
وقال إن: «المراهنة على وجود عدد من الكتائب المسلحة المنتمية لمصراتة وعدد آخر موالٍ لها بالعاصمة لا يقدم حماية كافية للحكومة في مقرها بجنزور غرب العاصمة، فمن الواضح أن إعلان السراج سيزيد من حدة الاصطفافات وربما سيقود إلى مواجهات مسلحة ستزيد من ارتباك المشهد المتهاوي أصلا.
من جانبه، يرى الخبير القانوني «خليفة بوجنات»، أن خطوة السراج للقدوم إلى طرابلس من دون الحصول على ثقة البرلمان ربما ستنسف العلاقة بين الاثنين في الأيام المقبلة.
ويضيف بوجنات «دستورية الحكومة مسألة هامة ومباشرة الحكومة لأعمالها دون الحصول على ثقة البرلمان سيعرضها للعديد من الطعون بعد صحة انعقادها وهو ما سيحكم به القضاء بالطبع، فالصلاحيات لا تزال بيد البرلمان ويجب أن يمنح الأخير ثقته للحكومة وينعقد لنقل الصلاحيات التنفيذية إلى الحكومة لتتمكن من العمل».
وحذر بوجنات من انهيار العملية السياسية بكاملها إذا أقدم السراج على مباشرة أعماله وتجاوز البرلمان المعترف به دوليا وكان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج قد كشف يوم السبت عن وصول عدد من أعضاء المجلس الرئاسي لحكومته إلى طرابلس والبدء في عقد اجتماعات بهدف الترتيب الأمني مع ضباط بالجيش لتمكين الحكومة من دخولها للعاصمة.
بحث الترتيبات الأمنية بطرابلس
من جهة ثانية كشف رئيس حكومة الوفاق، «فايز السراج»، عن اجتماعات في طرابلس لأعضاء في المجلس الرئاسي مع ضباط بشأن الترتيبات الأمنية لاستقرار الحكومة، مشدداً في هذا الإطار أنه لن تكون في ليبيا سوى حكومة واحدة.
وقال السراج إنه قام بالتنسيق مع جميع الوزارات داخل مدينة طرابلس لغرض التسليم والاستلام، مؤكداً أن الجميع وافق بالإضافة إلى مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، مشدداً على أنه لن تكون في ليبيا إلا حكومة واحدة وأن الفوضى انتهت.
وذكرت مصادر ليبية أن المجموعات المسلحة من مصراتة الموالية لحكومة الوفاق بدأت في الاستعداد لأخذ مواقع رئيسة في العاصمة وسط تهديد جماعات توصف بأنها متطرفة وقريبة من ميليشيات فجر ليبيا بالتصدي لها بالقوة وطردها. وهذه الجماعات مناهضة أصلاً لحكومة الوفاق.
عرض الدستور للإستفتاء الشعبي
من جانب آخرأكد الجيلاني عبد السلام أرحومة رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي أن الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي ستعرض الدستور الذي سيتم استشارة الشعب الليبي فيه والذي لن يكون نافذا إلا بعد إقراره من خلال الاستفتاء الشعبي وذلك أثناء انطلاق أعمال اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية الذي تستضيفه سلطنة عمان برعاية الأمم المتحدة والذي يستمر عدة أيام.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024