وافق الرئيس التونسي السيد محمد المنصف المرزوقي أمس على تكليف السيد علي العريض وزير الداخلية والقيادي في حزب النهضة بتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة بعدما رشحته حركة النهضة الاسلامية لهذا المنصب.وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية السيد عدنان المنصر ان رئيس الدولة وافق على تكليف السيد علي العريض بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الجلسة التي جمعته مع زعيم حركة النهضة الاسلامية الشيخ راشد الغنوشي الذي اطلعه على قرار الحركة بترشيح السيد علي العريض.
وكان مجلس الشورى لحركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في لبلاد قد رشح العريض لرئاسة الحكومة الائتلافية خلفا للسيد حمادي الجبالي الذي استقال بعد فشل مبادرته في تشكيل حكومة تكنوقراطية.
وبحسب تأكيدات من داخل اجتماع مجلس الشورى فإن العريض تم انتخابه بالأغلبية المطلقة منذ الدورة الأولى بين اربعة مترشحين اخرين هم نور الدين البحيري وزير العدل، وعبد اللطيف المكي وزير الصحة، ومحمد بن سالم وزير الفلاحة وعبد الكريم الهاروني وزير النقل، وكلهم من قيادات الصف الأول في الحركة.
ويعتبر علي العريض حسب المراقبين الأجدر بإدارة المرحلة القادمة، نظرا للخبرة في التسيير التي أصبح يتميز بها بعد إشرافه على وزارة الداخلية، إضافة إلى قبوله من قبل طيف واسع من السياسيين والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما يجعل منه خير استمرارية لسلفه الجبالي.
وينص القانون المتعلق بتنظيم السلطات العمومية على أن يتولى رئيس الجمهورية ـ بعد اجراء المشاورات ـ تكليف مرشح الحزب ذي الأغلبية النيابية بتشكيل الحكومة الجديدة على أن يقوم رئيس الحكومة المكلف بضبط تركيبة التشكيلة الحكومية ورفعها إلى رئيس الجمهورية فى أجل لا يتجاوز ١٥ يوما من تاريخ التكليف وذلك قبل أن يتولى المجلس التأسيسي عملية التصويت لمنح الثقة للحكومة الجديدة بالاغلبية المطلقة من الأعضاء.
وكان الجبالي ـ رئيس الحكومة المؤقتة الذي استقال من منصبه بعد فشل مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط ـ اعتذر للشعب التونسي، محمّلاً مسؤولية فشل مبادرته إلى جميع الأطراف السياسية والنقابية والاجتماعية وإلى الإعلام أيضاً.
وقال الجبالي في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي مساء الخميس «أعتذر للشعب لأنني خيّبت الآمال، وقد أكون قصّرت».
واعترف بأن عمل حكومته عرف بعض النجاح والإيجابيات، كما عرف أيضاً سلبيات وإخفاقات وتقصيرا مما دفعه إلى إعلان استقالته بعد فشل مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراط.
وجدّد التأكيد في هذا السياق على أن مبادرته كانت لتوضيح الطريق وإصلاح ما يمكن إصلاحه والذهاب إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن، وهي بذلك أفضل طريقة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
واعتبر الجبالي أن الشعب التونسي سئم وملّ من مشاكل الأحزاب، ومن التجاذبات السياسية، وحمّل المسؤولية إلى جميع الأطراف، مُعرباً في نفس الوقت عن أمله في أن يعود الرشد إلى الجميع.
ودعا الجبالي التونسيين من سياسيين ونقابيين وإعلاميين إلى الوحدة في الفترة المقبلة من أجل إنجاح المرحلة المقبلة. وأضاف أن على التونسيين أن يصبروا خلال الأشهر المقبلة حتى تصل تونس إلى بر الأمان، وأضاف قائلا «بلادنا تستحق أن نصبر وأن تتوقف المطالب والاعتصامات حتى تنتصر الثورة».
علي العريض يكلف بتشكيل الحكومة الائتلافية
تونس تستعجل طريق الخلاص من الأزمة السياسية
فضيلة دفوس ـ الوكالات ـ
شوهد:1062 مرة