فيما لا تزال حالة الترقب تسيطر على مشهد مفاوضات وقف إطلاق النار، بعد إيعاز رئيس حكومة الكيان للبدء بمفاوضات لعقد صفقة شاملة، بدأ جيش الاحتلال الصهيوني بإجراء مكالمات “تحذيرات أولية” مع جهات طبية ومنظمات دولية شمال قطاع غزّة، بهدف الاستعداد لترحيل الفلسطينيين من مدينة غزّة نحو جنوب القطاع، تمهيدا لإعادة احتلالها.
لكن وزارة الصحة بقطاع غزّة رفضت أمرا من جيش الاحتلال بنقل موارد النظام الصحي من مدينة غزّة إلى جنوب القطاع، محذرة من أن هذه الخطوة تحرم أكثر من مليون إنسان حق العلاج وتعريض حياة السكان والمرضى والجرحى للخطر.
وتستمر حالة الترقب إزاء موقف حكومة الاحتلال من قبول حركة حماس بمقترح قدمته مصر وقطر لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، مع حديث الإعلام الصهيوني عن احتمالية وصول وفد الاحتلال المفاوض إلى الدوحة خلال أيام لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس. وفي آخر تطور بهذا الملف، نقلت مصادر إعلامية عن رئيس وزراء الكيان، قوله إنه “أوعز ببدء مفاوضات فورية بشأن إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة وإنهاء الحرب بشروط مقبولة للاحتلال.
مجازر ونزوح
ميدانيا، وثّقت مستشفيات القطاع، صباح أمس، استشهاد 32 فلسطينيا جراء غارات صهيونية استهدفت إحداها مدرسة تؤوي نازحين غربي مدينة غزّة، في وقت تشهد فيه مناطق بالمدينة حركة نزوح وسط تقدم لدبابات الاحتلال باتجاه المناطق السكنية.
وقالت مصادر في مستشفيات غزّة إن 24 فلسطينيا استشهدوا في مدينة غزّة وحدها، في حين توزع البقية على مناطق أخرى بالقطاع، واستهدفت طائرات الاحتلال، صباح أمس، مدرسة عمرو بن العاص التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان مما أسفر عن استشهاد 12 شخصا بينهم أطفال.
وجاءت المجزرة بعد ساعات من غارة أخرى استهدفت نازحين في الحي نفسه وأسفرت عن 5 شهداء بينهم 3 أطفال.
وفي مخيم الشاطئ القريب، أسفرت غارة أخرى عن استشهاد 4 بينهم طفلان.
قصف كثيف
وبالإضافة إلى الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ، تعرضت عدة أحياء في مدينة غزّة، أمس، لقصف كثيف تركز على الأحياء الجنوبية والشرقية.
وقال مصدر في المستشفى المعمداني إن شخصين استشهدا في قصف على حي الصبرة، وذلك بعد ساعات من استشهاد 8 بينهم قيادي من حركة فتح إثر غارة استهدفت منزلا في الحي نفسه.
وفي الإطار، قال مدير الإغاثة الطبية في غزّة محمد أبو عفش إن فرق الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى شهداء وجرحى في حيي الصبرة والزيتون.
وفي المناطق الشرقية لمدينة غزّة، أوقع القصف شهيدا في حي التفاح، كما استشهدت سيدة بنيران مسيّرة صهيونية في حي الشجاعية القريب.
وفي شمال القطاع، أفاد مصدر في مستشفى الشفاء بوقوع شهيد ومصابين في قصف على جباليا البلد.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال مجمع ناصر الطبي إن فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب آخرون جراء قصف صهيوني استهدف خيام نازحين ومحطة مياه شمال غرب مدينة خان يونس.
وإلى الجنوب من خان يونس، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني السكنية، وفقا لمصادر فلسطينية.
وكانت مستشفيات قطاع غزّة قد أفادت باستشهاد 41 شخصا بنيران قوات الاحتلال، بينهم 11 من المجوّعين الذين كانوا يحاولون الحصول على بعض الطعام، الخميس.
إخلاء غزّة من أبنائها
في غضون ذلك، نقلت الأنباء عن بعض السكان أن هناك عائلات نزحت من مدينة غزّة إلى مخيمات على الساحل، بينما انتقلت عائلات أخرى إلى الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع.
وقالت إن آلاف الفلسطينيين غادروا منازلهم مع اقتراب الدبابات الصهيونية من مدينة غزّة خلال الأيام العشرة الماضية.
وأورد المتحدث باسم الجيش الصهيوني، الخميس، على منصة إكس، إن الجيش بدأ في إجراء ما قال إنها مكالمات تحذيرية أولية للمنظمات الطبية والدولية العاملة في شمال غزّة، لإخبارها بأن على سكان مدينة غزّة البدء في الاستعداد للمغادرة نحو الجنوب.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزّة رفضها تهديدات الاحتلال بإخلاء المستشفيات.
الاحتلال يهدّد بتدمير غزّة
على وقع التصعيد، هدد وزير الدفاع الصهيوني، الخميس، بتدمير مدينة غزّة إذا لم تقبل حركة حماس شروط الاحتلال وبينها نزع سلاحها والإفراج عن الأسرى الصهاينة.
وقال الوزير الصهيوني، إن ما وصفها بأبواب الجحيم” ستفتح قريبا على رؤوس قادة حماس ما لم توافق الحركة على شروط الاحتلال لوقف الحرب، وهدد بأن تتحول مدينة غزّة إلى رفح وبيت حانون”، تماما كما تعهّد سابقا، بحسب تعبيره.
وأضاف أن أبرز شروط الاحتلال لوقف الحرب يتمثل في تحرير كل الأسرى وتفكيك سلاح حماس.
وكان نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أعلن الخميس أنه أصدر توجيهاته للبدء فورا بمفاوضات لإطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة وإنهاء الحرب وفق “الشروط المقبولة للاحتلال”.