تعتبر مبادرة التجديد الإفريقي «نيباد» من الآليات ذات البعد العملي من أجل التكفل بانشغالات القارة السمراء في جميع الميادين الحيوية، وهي وليدة سياقات سياسية خاصة مع التحول من منظمة الوحدة الافريقية الى الاتحاد الافريقي.
هذه المبادرة سعت قصد وضع خارطة طريق واضحة المعالم، تعتمد اعتمادا كاملا على العبقرية الافريقية لايجاد الحلول الفورية لمشاكل استقرار النازحين والقضاء على الأمراض والأوبئة، ومعالجة المياه أي ما يتطلبه الإنسان الإفريقي يوميا.
ومما زاد في قوة هذه «المبادرة» هو وجود ما يعرف بآلية التعتيم من قبل النظراء التي سجلت نشاطا ملموسا من خلال تنقلها الى العديد من الدول، واعدت تقارير مفصلة عن اداء الحكومات في كثير من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية تحال بدورها على اجتماعات الاتحاد الافريقي في دوراته السنوية.
ومبادرة التجديد الافريقي، لم تأت من العدم، او هي وليدة الصدفة، وإنما هي نتاج تفكير سياسي عميق بين قادة يؤمنون ايمانا قاطعا بأنه بامكان القارة السمراء ان تجد الصيغة المثلى لحل مشاكلها دون العودة الى الاطراف الخارجية، ونزعت هذا التوجه كل من الجزائر وجنوب افريقيا ونيجيريا، ثم التحقت البعض من البلدان بالمبادرة نظرا لقرار تعزيز الصف الافريقي.
وقد يخطيء من يعتقد بأن «النيباد» وقع شهادة وفاته بل ان الظروف الراهنة التي تعيشها افريقيا، بسبب كثرة الاعمال المسلحة، وتزايد وتيرة التدخلات الاجنبية هو الذي دفع بالكثير من الزعماء الافارقة الى ارجاء تفعيل هذه الآليات لأن الاوضاع غير مناسبة، وانعدام الآذان الصاغية التي تتطلب اولا وقبل كل شيء استقرارا صارما بداخل هذه البلدان، هذا الامر لايوجد اليوم للاسف، لان القارة محاصرة بأطماع لابداية ولا نهاية لها. تستدعي حالة من الترقب لمعرفة اين تسير التوجهات الحالية؟ وماهو سقف حدة هذه الهجمة الخارجية؟ التي شوشت على المساعي الافريقية الخيرة، الراغبة في نهضة شعوبها، والخروج من التبعية.
وصفـــة إفريقيــــة لعلاج أزمات معقدة
جمال أوكيلي
شوهد:1118 مرة