أكد وزير خارجية روسيا “سيرجي لافروف” أمس، بأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة بات أمرا مستحيلا لأنه قرّر البقاء ولن يتراجع عن قراره.
وأضاف “لافروف” أن من يقول أنه لا يمكن أن يبدأ التفاوض بين الحكومة والمعارضة إلا عندما يستقيل الأسد، فعليه أن يعرف بأن هذا الأخير لا يعتزم الرحيل، مشيرا إلى أن لا أحد يستطيع أن يقنعه بالتراجع عن قراره.
وأكد وزير الخارجية الروسي، أن بلاده لا تدافع عن الأسد أو أية شخصية أخرى في سوريا، وهي لا تهتم بالشخصيات، بل بمصير سكان سوريا.
ويرى وزير الخارجية الروسي، أن المعارضة السورية تعمل ضد الحكومة بالتوازي مع عدة مجموعات إرهابية، مشددا على معارضته لأن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات ضد دمشق. ودعا إلى الوقف الفوري وبدون شروط للقتال.
وبينما أكدت روسيا أنها مستعدة لاستضافة الحوار بين السوريين ومساندة جميع من يسعى إلى الحلّ السياسي في بلاد الشام، قال عضو بارز في الإئتلاف السوري المعارض أمس أن الإئتلاف مستعد للتفاوض مع أي عضو من أعضاء الحكومة السورية الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة.
وكان معاذ الخطيب، رئيس الإئتلاف، قد أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي دون التشاور مع الإئتلاف وهو ما فاجأ أعضاءه السبعين.
وقالت مصادر في المعارضة، أن من شأن تأييد الإئتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية.
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري ولدي المعلم، محادثات هذا الشهر في موسكو التي تأمل أن يزورها الخطيب قريبا في محاولة لتحقيق إنفراجة في العنف الدائر منذ عامين تقريبا والذي تقدّر الأمم المتحدة أنه حصد أرواح نحو 70 ألف وأجبر نحو 40 ألف على الفرار من قرية شرق البلاد والنزوح إلى دول الجوار، أين يواجهون أوضاعا إنسانية مأساوية.
وبهذا الخصوص، أورد برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة أمس، أن ما يقدر بنحو 40 ألف فروا من بلدة بشرق سوريا شهدت قتالا عنيفا على مدى ثلاثة أيام بين القوات الحكومية وعناصر المعارضة. وقالت »إليزابيت بيرس« المتحدثة باسم برنامج الأغذية، أن القتال والنزوح لا يؤديان إلا لتفاقم بؤس السوريين في المناطق الساخنة على وجه الخصوص.
وينضمّ النازحون الجدد إلى ما يقدر نحو 2,5 مليون شخص نزحوا داخل سوريا يعيش أغلبهم في ظروف سيئة في مدارس ومبان عامة تحول إلى ملاجئ وفقا لأرقام الأمم المتحدة.