وصلت أطراف الأزمة السورية إلى قناعة مفادها أن الحل لن يكون إلا سياسيا، من خلال جلوس أطرافها إلى طاولة الحوار وأن المواجهة والإستمرار فيها سوف تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا الذي وصل عددهم إلى ٦٠ ألف قتيل ناهيك عن المشردين واللاجئين، والبنى التحتية التي أصاب ٤٠٪ منها الخراب والدمار وتحتاج إلى كثير من الوقت والمال لإعادة بنائها وتأهيلها.
إن الحوار أصبح واقعا يفرض نفسه كما فرضت المواجهة نفسها خلال سنتين وعليه فالدعوة التي وجهها رئيس المجلس السوري معاذ الخطيب إلى السلطات في دمشق من أجل فتح قنوات للحوار بين الطرفين، قد تكون بداية جدية لإيجاد مخرج للمعضلة السورية يرضي جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة، وبالتأكيد ستجد هذه الأطراف نفسها مضطرة إلى تقديم بعض التنازلات من أجل التوصل إلى التسوية.
والمؤسف أنه سرعان ما تعالت الأصوات المعارضة لهذا النداء الذي وجهه رئيس المجلس الوطني السوري رغم أن هذا الأخير يمثل كل أطياف المعارضة السورية ونال إعتراف بعض الدول الكبرى «فرنسا ثم الولايات المتحدة الأمريكية» وأبدت الولايات المتحدة الدعوة إلى الحوار، لكن بعض الأطراف تسعى إلى إجهاض الخطوة حتي قبل نضجها، فما هي الأهداف وما هي المحركات التي تقف وراء ذلك أم أن هذه المواقف غير المتطابقة للمعارضة السورية توحي بأن هذه الأخيرة تفتقد للإنسجام في الرؤى والاستراتيجيات ما يجعلها هشة المواقف وغير مؤهلة لتطرح نفسها كبديل للنظام القائم، أو لتستلم مقاليد السلطة في حال ذهاب النظام الذي تطالب برحيله.
إن هذه المعارضة هي الآن على المحك الحقيقي لمصداقيتها وقدرتها على وقف النزيف السوري من خلال المساهمة في إنقاذ مصير بلد وشعب وأن الوقت قد حان لتتحمل جميع الأطراف المسؤولية عما حصل وعما سيحصل.
المعارضة السورية أمام إمتحان صعب
أمين بلعمري
شوهد:1040 مرة