لم يكن الحدث الأهم في إفريقيا، نهاية الأسبوع المنصرم، الحرب في مالي أو سيطرة القوات الفرنسية على مدن الشمال، أو مؤتمر المانحين لجمع ما قيمته ١ مليار دولار لتمويل هذه الحرب، بل كان حدثا من نوعا آخر، لم يسبق له مثيل.
بل كان اعلان رجل أعمال ثري من جنوب إفريقيا يدعي «باتريس موتسيب»، تبرعه بنصف ثروته المقدرة بمليارات الدولارات إلى فقراء بلده، وقال «قررت منذ مدة أن امنح جزءا معتبرا من الأموال التي تحصلها عائلتي، للفقراء والأشخاص المحتاجين في جنوب إفريقيا». وتقدر ثروة الملياردير «باتريس موتسيب» بـ٢,٥ مليار دولار جعلته يحتل المرتبة الثامنة، ضمن قائمة أغنياء إفريقيا، وحصل ثروته التي سيذهب نصف منها إلى الفقراء عبر القطاعات الحساسة كالتعليم والصحة، من شركته العاملة في المناجم.
انتشر خبر تبرع «موتسيب» بنصف الثروة، بسرعة فائقة في مختلف أنحاء العالم، ولقب ب«بيل غيت إفريقيا»، لأنها المرة الأولى التي يلتفت فيها رجل غني من إفريقيا إلى فقرائها الذين ينتظرون صدقات المنظمات الإنسانية الغربية، أكثر من نفقات حكوماتهم التي توزع الثروة بشكل غير عادل، وتغرق في الفساد المالي والاقتصادي، إضافة إلى توظيفهم بأثمان بخسة من طرف الشركات المتعددة الجنسيات، في أعمال شاقة.
لم تكن الوضعية المزرية التي يعيش فيها سكان إفريقيا منذ القديم، بحاجة إلى نظام رأسمالي متوحش يزيد معاناتهم، ويضعهم وبلدانهم في قبضة القوى الامبريالية القابضة لوسائل الإنتاج والتكنولوجي الحديثة، وتبقى رهن قرارات صندوق النقد الدولي وهي دول ثرية،أبدت استعدادها لرمي الغذاء في البحر مقابل حصولها على النفط.
قرار«باتريس موتسيب» يمثل وفاء منه بمسؤوليته تجاه الفقراء، ويعتبر نموذجا يحتدا به من قبل أغنياء القارة، وكذلك للحكومات التي ينبغي ان تجد مخرجا للتبعية والهيمنة، والعمل على تدليل الأرقام القياسية للفقراء والأمراض وغيرها من المشاكل التي اجتمعت في القارة السمراء.
''بيل غيت'' إفريقيا
حمزة محصول
شوهد:1041 مرة