كثيرة هي أوجاع الفلسطينيين الذين تلاحقهم حتى في أعيادهم، فاعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين لا تتوقف في القدس والضفة، بينما يعاني أهالي غزة من حصار خانق وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وتوقف جهود إعمار آلاف المنازل التي دمرها الاحتلال.
في ظل تلاحق الأحداث على الساحة الفلسطينية، لاسيما الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمقدسيين، والاشتباكات اليومية بين الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية من جهة والمستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى؛ كان من الطبيعي أن تكون هذه الأحداث محور حديث خطباء العيد في معظم مساجد فلسطين.
وأفرد خطباء العيد في فلسطين مساحات كبيرة من خطبهم للحديث عن محرقة عائلة دوابشة التي وقعت في قرية دوما بمحافظة نابلس، وأدت لمقتل سعد دوابشة وزوجته ريهام حسين ورضيعهما علي (18 شهرا)، وإصابة الإبن الأكبر أحمد (4 سنوات) بجروح خطيرة، بعد أن أحرق مستوطنون إسرائيليون منزلهم في وقت متأخر من مساء 31 جويلية الماضي.
ولم يغفل الخطباء الدعوة لإنهاء مرحلة الانقسام السياسي وعودة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن في الضفة وغزة، والاستعداد جيدا للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، والعمل على تحرير الأسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وفي مدينة نابلس، كبرى مدن شمال الضفة الغربية، أحيا الأهالي صلاة العيد في مسجد قرية دوما جنوبي المدينة، حيث وقعت جريمة حرق عائلة دوابشة. كما قام محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، بزيارة قبور شهداء عائلة دوابشة ووضع إكليلا من الزهور عليها، كما شارك في عزاء رمزي داخل مدرسة القرية، مشددا على أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب.
تضامن واسع
من جانبه، أكد عضو لجنة التنسيق بين الفصائل بمحافظة نابلس عماد اشتيوي، أن اللجنة اتخذت قرارا بإحياء المناسبات الوطنية والدينية في المناطق التي تظهر فيها جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
وأضاف في حديث، أن الاحتفال بالعيد اليوم في دوما، يبعث برسالة واضحة أن ملف عائلة دوابشة لم يغلق، وأن الكل الفلسطيني من مؤسسات وفصائل وقيادات وطنية لم ولن تتخلى عن عائلة دوابشة.
بدوره، أوضح نصر دوابشة شقيق الشهيد سعد، أن رسالتهم في هذا اليوم كانت ولا تزال عدم إسقاط حق الشعب الفلسطيني في كشف المجرمين من المستوطنين الذين نفذوا الجريمة ومحاكمتهم، معتبرا إحياء صلاة العيد والقيام ببعض الفعاليات في القرية، تؤكد أن ملف عائلة شقيقه لم يغلق.
وكشف عن خطوات جديدة للسلطة الفلسطينية أخبرت بها عائلته خلال لقاءاتها بمكتب الرئيس الفلسطيني ووزارة الخارجية، تمثلت برفع السلطة مذكرة ثانية للمحكمة الجنائية الدولية وعدة مؤسسات حقوقية دولية، بالإضافة إلى نيّة الحكومة الفلسطينية عقد جلسة لها بعد العيد في القرية بمكان الحادثة، للتأكيد على متابعتها ملف القضية من كل زواياه.
هموم غزة
في قطاع غزة، حمّل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في خطبته بمسجد منطقة الزنة بخان يونس، مصرَ مسؤولية إعادة الشبان الأربعة الذين اختطفوا بعد مغادرتهم معبر رفح باتجاهها قبل أكثر من شهر، كما طالبها بإيقاف ضخ مياه البحر المتوسط للبرك والقنوات المائية التي حفرتها على الحدود مع غزة.
وشدد هنية على أن سياسة تشديد الحصار على قطاع غزة لن تجديَ نفعا، كما أن محاولات تطويع الضفة الغربية فشلت، مشيرا إلى أن معركة الأقصى والمصالحة تحتاج لقرارات مهمة على رأسها وقف التنسيق الأمني.