بات التصعيد الأمني في العاصمة طرابلس وعدد من المدن الليبية يتخلل مسار الحوار والجهود الدولية المبذولة لإيجاد تسوية للازمة في ليبيا، حيث أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون عن قلقه من تردي الوضع الامني.
فبالنظر لتدهور الأوضاع على الأرض ولما قد يلحقه العنف بمسار الحوار الوطني في أجزاء مختلفة من ليبيا تم تجديد الدعوة للوقف الفوري للاقتتال عبر مناطق البلاد حيث تسجل اشتباكات وهجمات متتالية بين الجيش الليبي وفصائل أخرى.
وجدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، مناشدته لجميع الأطراف في ليبيا لتبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق وقف فوري للقتال في طرابلس وغيرها من المناطق وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لإيجاد بيئة مواتية بشكل أكبر لمباحثات الحوار الجارية.
يشار إلى أن الطرفين الرئيسيين في النزاع بليبيا يتمثلان في المؤتمر الوطني العام وحكومته الموجودان بطرابلس، غير المعترف بهما دوليا، ومجلس النواب وحكومته الموجودان بطبرق (شرق) واللذين يحظيان باعتراف المجموعة الدولية.
ويجري الحوار حاليا بين الاطياف السياسية الليبية تحت رعاية دولية بالتباحث والتفاوض حول قضايا رئيسية متعلقة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبالترتيبات الأمنية.
ويتم التطلع، من خلال هذه الاجتماعات، للتوصل لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي ومجلس للنواب فضلا عن مجلس أعلى للدولة وهيئة لصياغة الدستور.
مواجهات في طرابلس
منطقتا “تاجوراء” شرق العاصمة طرابلس و«فاشلوم” أحد احياء طرابلس الرئيسية عرفتا خلال اليومين الماضين اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة للجيش الليبي وشباب من المنطقة مع قوات ما يسمى ب«فجر ليبيا” و«ثوار طرابلس” أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
فقد أوردت مصادر اعلامية ان اليومين الماضيين عرفا مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا وإصابة العشرات جراء الاشتباكات بين “الكتيبة 101 “التابعة للجيش الليبي وقوات عملية “فجر ليبيا” بمدينة تاجوراء شرق العاصمة واقتحام “قوات الردع” منطقة فاشلوم بزاوية الدهماني بطرابلس.
وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ورئاسة أركان الجيش في 19 من مارس الماضي قد اعلنت عن انطلاق عملية عسكرية لاسترجاع العاصمة طرابلس التي سقطت في يد قوات فجر ليبيا في أوت 2014.
ميدانيا دائما، أصيب عشرة أشخاص بمنطقة “السرتي” بمدينة بنغازي شرق ليبيا جراء القصف العشوائي والاشتباكات الجارية بين الجيش الليبى وما يعرف بقوات مجلس شورى ثوار بنغازي.
جرائم لاإنسانية
أدانت الحكومة الليبية المؤقتة ما وصفته ب«الموقف المتخاذل” للمجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء ما يتعرض له سكان العاصمة طرابلس وضواحيها خاصة مدينتي تاجوراء وفشلوم من قبل قوات عملية “فجر ليبيا”.
وقال بيان للحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني أن “الحكومة تتابع كل مايتعرض له سكان طرابلس وخاصة تاجوراء وفشلوم وغيرها من الأحياء المنتفضة ضد “فجر ليبيا”من جرائم قتل وتهجير واعتقالات وغيرها من الجرائم اللاإنسانية.
واستنكرت الحكومة الليبية المؤقتة ما أسمته “الموقف المتخاذل من قبل المجتمع الدولي لعدم ادانته بما وصفه البيان بـ«الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان طرابلس” كما ندد البيان بموقف الصمت الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية والتي تدعو للدفاع عن حقوق الانسان.
وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني اكد في العديد من المناسبات أن الشعب الليبي يتصدى لإرهاب وسط حالة صمت من المجتمع الدولي، مجددا تأكيده على ان “ليبيا قادرة على محاربة الإرهاب ولكنها تحتاج لدعم من الدول الصديقة”.