الاحتلال وواشنطن يتحرّكان لإحباط قرار بحلّها

الغضب الـدولي يتصاعـد ضـد آلــية المساعـدات الأمريكيــة الصّهيونيـة

 بعد الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الفلسطينيين المجوعين الذين يقتلون في مصائد الموت المسماة “مؤسسة غزة الإنسانية” في قطاع غزة، بدأت حملة دولية تطالب بمنع عمل هذه المؤسسة التي يقف وراءها الكيان الصهيوني وأمريكا.
واستشهد نحو 600 فلسطيني خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، حيث يتم إجبار الغزيين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص جيش الاحتلال، وذلك بعدما أظهر تقرير لصحيفة صهيونية أدلة على استهدافهم عمدا من قِبل قوات الاحتلال.
وقد أكد ضباط وعساكر صهاينة - في تحقيق للصحيفة الصّهيونية - أن أوامر إطلاق النار على المجوّعين صدرت عن قادة في الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، وشدّدوا على أنّ الغزيين لم يكونوا مسلحين ولم يشكّلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار.

مساعدات ملغومة بأقراص مخدّرة

 وطالبت حركة حماس الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة استهداف منتظري المساعدات، وقالت إنّ شهادات عساكر الاحتلال التي نقلتها الصحيفة الصهيونية “تأكيد جديد على الدور الحقيقي الذي تمثله هذه الآلية الإجرامية من وسيلة للإبادة وقتل المدنيين العزّل بعد تجويعهم والتنكيل بهم”.
وتزايدت التّصريحات وردود الأفعال الدولية المندّدة بعمل هذه المؤسسة المصيدة في ظل استشهاد المئات من الباحثين عن كسرة طعام تسد جوعهم في مساعدات تبيّن أيضا أنها ملغومة بأقراص مخدرة تم دسها في أكياس الطحين، بحسب ما أكّد بعض المواطنين الفلسطينيين.

انتقــادات دوليــة

 وتعليقا على عمل هذه المؤسّسة، قال وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو إن ارتقاء 500 شخص وإصابة نحو 4 آلاف آخرين أثناء توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة فضيحةٌ وعار وانتهاك للكرامة الإنسانية، وأضاف أن الكرامة الإنسانية لا تقبل المساومة لذا يجب أن يتوقف هذا الأمر فورا، كما أكّد أنه “لا مبرر لاستمرار العملية العسكرية الصهيونية في غزة”، كما أنّه لا مبرّر لمنع المساعدات الإنسانية.
ويوم الجمعة، طالبت منظمة أطباء بلا حدود بوقف نشاط الشركة المدعومة من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، والتي بدأت عملها منذ 27 ماي الماضي، معتبرة أنّها تتسبّب “بمجازر متكررة”.
وقالت أطباء بلا حدود في بيان لها، إنّ مؤسسة غزة الإنسانية التي أُطلقت الشهر الماضي “بدعم وتمويل من الكيان والولايات المتحدة صُممت لإهانة الفلسطينيين بإجبارهم على الاختيار بين الجوع أو المخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من الإمدادات”، وطالبت بوقف نشاطها “فورا”.
كما وصفتها الأمم المتحدة بعملية “المساعدة الإنسانية العسكرية الصهيونية “، وتقول إنّها تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات، خاصة أنّها بدأت نشاطها بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ووصفها كذلك المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبي لازاريني بأنها آلية “بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح”.
وتفرض آلية المساعدات على سكان القطاع قطع عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام من أجل الحصول على سلة غذاء في سابقة من نوعها، ومع ذلك يقتلون وهم ذاهبون أو هم ينتظرون أو وهم عائدون من هذه النقاط.
واستبدلت الآلية الجديدة بـ 400 نقطة وآلاف الموظفين الذين كانوا يقدمون المساعدات للسكان الغزيين، 4 نقاط يشرف عليها عسكريون متقاعدون لا يملكون معلومات ولا خبرة في العمل الإنساني.

مجلـس الأمـن يتحـرّك

  في السياق، أفادت صحيفة صهيونية، بأنّ الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة يستعدان لإحباط قرار بمجلس الأمن الدولي يهدف إلى وقف نشاط “مؤسسة غزة الإنسانية”.
وقالت الصحيفة أمس الأحد، إنّ الولايات المتحدة والاحتلال “يعملان على إحباط مبادرة من الأمم المتحدة ودول أوروبية لتمرير قرار في مجلس الأمن، يهدف إلى وقف نشاط “مؤسسة غزة الإنسانية” و«إخراجها من اللعبة”.
وبحسب الصّحيفة، عقد مجلس الأمن الجمعة، اجتماعا مغلقا حول المسألة، تلاه تعليمات أصدرتها الأمم المتحدة لجميع منظماتها ووكالاتها بعدم التعاون مع المؤسسة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025