الحرس الثـوري يضــرب مقرَّيـن لشعبــة “أمـان” و”الموســـاد”
دخلت المواجهة الإيرانية الصهيونية يومها السادس دون بروز أي ملامح للتهدئة أو لتحرّك دولي جدّي يوقّف التصعيد العسكري ويدفع نحو استئناف المفاوضات وإيجاد مخرج سياسي ينقذ المنطقة من مصير مأساوي.
رغم التعتيم الذي تفرضه السلطات الصهيونية على خسائرها، تواصل إيران تنفيذ ضربات موجعة ضّدّ مواقع استراتيجية للاحتلال ، حيث شنّت طهران هجوما صاروخيا على عاصمة الكيان، وقالت وسائل إعلام إن الدفعة الصاروخية الإيرانية الأخيرة تراوحت بين 20 و30 صاروخا.
كما قال الإسعاف الصهيوني إن 5 أشخاص أصيبوا بجروح، وتحدثت وسائل إعلام عن إصابة مبنيين أحدهما مكوّن من 8 طوابق في مدينة هرتسيليا بعاصمة الكيان، وأشارت إلى وجود عالقين تحت أنقاض المبنى.
في الأثناء، أعلن الحرس الثوري في إيران في بيان أمس الثلاثاء، استهداف مركز المعلومات العسكرية للجيش الصهيوني المسمّى بـ«أمان”، وكذلك مركز تخطيط عمليات الاغتيال التابع لـ«الموساد”، وذلك بعد موجة صواريخ صباحاً طالت مواقع عدّة داخل الأراضي المحتلة.
وشعبة “أمان” هي “شعبة الاستخبارات العسكرية”، وأحد الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية وسرّية في الكيان، فيما جهاز الموساد هو “هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصّة”، وهي وكالة الاستخبارات الصهيونية المركزية، ومجال عملها خارج حدود الكيان الصهيوني. وقال الحرس الثوري الإيراني في بيانه، إن القوات الجو-فضائية التابعة له استهدفت في هجمات صباح اليوم الثلاثاء، مركز المعلومات العسكرية للجيش الصهيوني المسمّى بـ«أمان”، وكذلك مركز تخطيط عمليات الاغتيال التابع لـ«الموساد” في العاصمة، قائلاً إنّ هذا المركز يشتعل بالنيران في الوقت الراهن. وأكد الحرس أن الهجوم جاء “ضمن عملية نوعية ومؤثرة”.
الصهاينـة يتكتّمـون علـى خسائرهــم
وحاول الاحتلال الصهيوني فرض رقابة على ما حصل، لكن قناة إعلامية نشرت صوراً من المكان زاعمةً أنها لمحطة حافلات، لكن لافتة تحمل شعار شعبة “أمان” فضحت الأمر، وقد جرى تناقل الصور على نطاق واسع عبر تطبيق المراسلة “تليغرام”.
ومن جانبه، لفت مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء أحمد وحيدي، إلى أن القوات المسلحة الإيرانية قد أعدّت نفسها لحرب شاملة، مؤكداً “لقد أخذنا جميع الاحتمالات في الحسبان، وهيّأنا أنفسنا لمواجهة أيّ ظرف في ميادين الحرب”.
طهران تنفي تدمير ترسانتها الصاروخية
وفي سياق متصل، نفى وحيدي “مزاعم حول انخفاض مخزون إيران الصاروخي”، قائلاً إنّ “الحديث عن تراجع مخزوننا من الصواريخ مجرد مزاح، فما زلنا لم نستخدم قدراتنا الصاروخية الاستراتيجية على نحوٍ كافٍ، وسندخل أسلحتنا الحديثة إلى الميدان متى اقتضت الضرورة، وإن صواريخنا من الجيل الجديد ليست سوى جزء من هذه القدرات”، وتابع وحيدي أن بلاده ليست “قلقة” من إطالة أمد الحرب، متوعداً بأن “العدو سيرى في الأيام القادمة ما ستدخله إيران من ابتكارات في الميدان”، وأكد أن “الظروف الميدانية على جميع الأصعدة تميل لصالح إيران، يوماً بعد يوم”، مشدداً على أنه “لا أساس من الصحة لمزاعم الكيان الصهيوني بتدمير الترسانة الصاروخية الإيرانية”، وقال إن “الجميع سيرى في المستقبل القريب ما تتمتع به القوات المسلّحة الإيرانية من قدرات وإمكانات في شتى المجالات”.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع في إيران العميد رضا طلايي، استخدام طهران صاروخاً للمرة الأولى أمس، قائلاً: “لم يدرك الكيان الصهيوني ذلك مطلقاً وسوف يشهدون المزيد من هذه المفاجآت”، وقال في حديث صحافي، إن “شعبنا يواجه حرباً مفروضة، والعدو يسعى إلى الإضرار بقدرات وإمكانات جميع أفراد الشعب”، مضيفاً “نحن في موقف دفاعي، ونستخدم جميع إمكانياتنا الهجومية والدفاعية”، ومؤكداً أن “العدو لا يستطيع تحمّل حرب طويلة الأمد، وفي المستقبل سيُكسر ظهر الكيان الصهيوني”.
خامنئــي لم يُعلن حالــة الحــــرب
إلى ذلك، أكّد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغيري، أمس الثلاثاء، أن القائد العام الأعلى للقوات المسلحة (المرشد علي خامنئي) لم يُعلن بعد حالة الحرب في البلاد، مضيفاً أنه “في حال إعلان حالة الحرب، تكتسب جميع الإجراءات والإجراءات القضائية طابعاً استثنائياً”، وخلال الأيام الأربعة الماضية، اعتقلت الأجهزة الأمنية والشرطية الإيرانية، المئات بتهمة التجسس لصالح الكيان الصهيوني أو دعمها إعلامياً.
وفي السياق، وافق البرلمان الإيراني، بحسب ما أعلنه عضو هيئة رئاسته النائب علي رضا سليمي، على إدراج مقترح قانون “تشديد العقوبات على المتعاونين مع الحكومات الأجنبية المعادية” على جدول أعمال الجلسة غير الرسمية للمجلس.
ومن ناحية أخرى، أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران، أمس، أمراً بحظر استخدام المسؤولين وفرق الحماية المرافقة لهم لجميع أنواع المعدات والأجهزة المتصلة بشبكات التواصل والاتصالات العامة.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الصهيوني اغتيال علي شادماني، رئيس أركان الحرب في إيران، وأعلى قائد عسكري، والأكثر قرباً إلى الزعيم الإيراني علي خامنئي.
لكن مراسلين في طهران أوردوا بأنّه لا يوجد تأكيد إيراني لاغتيال علي شادماني، وهو قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، وليس القائد العسكري الإيراني الأعلى. وعيّن خامنئي، الجمعة، اللواء شادماني قائداً لمقرّ خاتم الأنبياء المركزي التابع لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، خلفاً للواء غلام علي رشيد، الذي كان من ضمن القيادات العسكرية الإيرانية التي اغتالتها القوات الصهيونية فجر اليوم نفسه، مع إطلاق حربها على إيران.
هذا ، وكانت تصريحات الرئيس الأمريكي هي الأبرز فجر أمس حيث قال إن على الجميع إخلاء العاصمة الإيرانية فورا، دون أن يتضح سبب دعوته تلك.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إرسال حاملة الطائرات نيميتز ومجموعتها الضاربة إلى المنطقة لحماية مصالحها، لكنها أكدت أنها لم تشارك في أي ضربات على إيران.