أكدت مصادر إعلامية أن عددا من سيارات قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة والتي انطلقت من تونس يوم الاثنين، عبرت إلى الجانب الليبي عبر معبر رأس جدير على الحدود مع تونس. كذلك، ما زالت الأنظار متجهة إلى سفينة “مادلين” التي قام الاحتلال بقرصنتها واختطاف ركابها في المياه الدولية. وأعلن أسطول الحرية في بيان فجراً، أنه يتم احتجاز النشطاءّ وسيتم محاكمة ثمانية رفضوا التوقيع على استمارة الترحيل.
وصلت قافلة الصمود المغاربية في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الاثنين إلى مدينة بن قردان في الجنوب التونسي، وهي آخر نقطة لها في تونس قبل دخولها الأراضي الليبية من معبر رأس جدير الحدودي.
ويؤكد منظمو القافلة أنها لا تحمل مساعدات أو تبرعات ولكن هدفها المشاركة في الحراك العالمي لكسر الحصار على غزة. وكانت قافلة الصمود البرّية التي تنظمها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، قد انطلقت صباح أول أمس الاثنين من شارع محمد الخامس وسط العاصمة تونس، في تحرك شعبي لكسر الحصار المفروض على غزة.
وتضمّ هذه القافلة الإنسانية البرّية الأولى من نوعها عشرات الحافلات والسيارات وعلى متنها أكثر من 1500 من الجزائر والمغرب وموريتانيا، وآخرون سيلتحقون بها من ليبيا، ويرفع المشاركون في القافلة أعلام فلسطين، ويردّدون هتافات تندد بالعدوان الصهيوني وتفضح صمت المجتمع الدولي.
وتنتقل القافلة مرورا بليبيا عبر طرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي وطبرق، قبل دخول معبر السلوم المصري في 12 من الشهر الجاري، وصولا إلى القاهرة، ثم معبر رفح في 15 من شهر جوان الجاري.
وبخصوص سفينة “مادلين” كشف مركز حقوقي، أمس الثلاثاء، أن الاحتلال الصهيوني بصدد محاكمة 8 من ناشطي سفينة “مادلين” الإنسانية، والتي كانت متوجهة إلى قطاع غزة قبل أن يتم اعتراضها واقتيادها من طرف الاحتلال.
وذكر مركز “عدالة” الحقوقي العربي أن “8 من ناشطي السفينة ينتظرون العرض على المحكمة، لرفضهم التوقيع على أوامر ترحيل، فيما سيغادر 4 آخرين أو في طريقهم إلى مغادرة الكيان الصهيوني المحتل”.
وبدوره أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أن ستة ناشطين فرنسيين كانوا على متن سفينة “مادلين” التي اعترضها الجيش الصهيوني أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة، تلقوا زيارة من دبلوماسيين فرنسيين، ووافق أحدهم على ترحيله.
وقال الوزير في بيان مكتوب “اختار أحد مواطنينا توقيع استمارة الكيان الصهيوني التي يقبل بموجبها ترحيله، من المتوقع أن يعود إلى فرنسا. أما الخمسة الآخرون فقد رفضوا ذلك، وسيرحلون بعد صدور قرار قضائي للكيان الصهيونيي بهذا الشأن في الأيام المقبلة”.
وكانت السفينة الشراعية “مادلين”، التابعة لائتلاف “أسطول الحرية”، قد أبحرت من صقلية قبل أسبوع، حاملة مساعدات للفلسطينيين، وعلى متنها 12 ناشطا فرنسيا وألمانيا وبرازيليا وتركيا وسويديا وإسبانيا وهولنديا مؤيّدين للقضية الفلسطينية بهدف كسر الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا بعد عشرين شهرا على اندلاع الحرب فيه.
وشهدت العاصمة الإيطالية روما ومدينة ميلانو، وقفات احتجاجية غاضبة تنديدا باختطاف الاحتلال الصهيوني لسفينة “مادلين”، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لإيصال مساعدات إنسانية. ففي ساحة “البانثيون” التاريخية وسط روما، تجمع مئات المتظاهرين رافعين أعلام فلسطين ولافتات تُندد بالهجوم على السفينة، مطالبين بالإفراج الفوري عن 12 ناشطا تم احتجازهم من على متنها. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة”، “لا لإرسال السلاح إلى الكيان الصهيوني المحتل”، “ارفعوا أيديكم عن أسطول الحرية”، والكيان الصهيوني إرهابي”، وسط شعارات تدعوا لوقف الإبادة الجماعية في غزة وتطالب بالحرية لفلسطين. كما شهدت مدينة ميلانو تنظيم وقفتين احتجاجيتين، إحداهما في ساحة “ميركانتي” والأخرى أمام مبنى المحافظة، شارك في الأخيرة نحو 500 متظاهر عبّروا عن غضبهم من مواصلة الاحتلال الصهيوني حصاره لغزة وهجومه على “مدلين”.
وبدورها شهدت محطتا القطارات الرئيسيتان في مدينتي جنيف ولوزان السويسريتين، احتجاجات نظمها مئات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، مما أدى إلى تعطيل حركة القطارات بشكل مؤقت في المحطتين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية وهيئة السكك الحديد الفدرالية.
وقالت مصادر إعلامية إن حوالي 300 متظاهر اعتلوا مسارات القطارات في محطة جنيف، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، مما تسبب في وقف حركة القطارات على رصيفين رئيسيين في المحطة لمدة نحو ساعة. وأشارت ذات المصادر إلى أن المتظاهرين استجابوا لدعوات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، احتجاجا على اعتراض الكيان الصهيوني المحتل للسفينة “مادلين”، التي كانت محملة بمساعدات إنسانية ومتجهة إلى قطاع غزة.