الغارات الصّهيونيـة تواصـل الدمار الشامل لغـزّة

مجزرتان جديدتان لطالبي المساعدات والشركـة الأمريكية تقــرّ بالفشل

 أزيد من 100 شهيد في ظرف زمني قياسي.. وغزّة على حافة الإنهيار الصحي

 لم تتوقّف آلة القتل الصّهيونية انتقامها من المدنيين الفلسطينيّين في غزّة، وبين الغارات الجوية المتواصلة والعمليات البرية المكثفة ونسف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، أحصى الفلسطينيّون أكثر من مائة شهيد وثلاثمائة مصاب خلال اليومين الأول والثاني من عيد الأضحى المبارك، بينما استشهد 21 فلسطينيا منذ فجر أمس الأحد، بفعل  تصعيد عسكري صهيوني عنيف طال مناطق مختلفة من شمال إلى جنوب غزّة، وسط تحذيرات أممية ودولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

ومع تصاعد جرائم الاحتلال الصّهيوني بشكل خطير، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ كميات الوقود المتبقية في مستشفيات القطاع لا تكفي إلا لثلاثة أيام فقط، وسط تدهور كارثي في الخدمات الصحية مع تصاعد الاستهداف الصّهيوني للمرافق الطبية. وأشارت الوزارة إلى أن مستشفى الأمل في محافظة خانيونس بات خارج الخدمة فعليًا، بعد أن صنّف الاحتلال المنطقة المحيطة به “منطقة قتال خطرة”، وأجبر السكان على مغادرتها، فيما لا تزال الطواقم الطبية والمرضى محاصرين داخل المبنى. وقد ناشدت الوزارة الجهات الدولية المعنية توفير ممرات آمنة للمصابين وضمان إيصال الإمدادات الطبية العاجلة، في وقت يتسارع فيه الانهيار الكامل للقطاع الصحي المحاصر.
حصار مشدّد على غزّة
 ومن جهته، حذّر المتحدّث باسم مستشفى شهداء الأقصى، أمس الأحد، من أن مستشفيات قطاع غزّة تواجه أزمة إنسانية خانقة مع قرب نفاد الوقود اللّازم لتشغيلها، في ظل استمرار الحصار الصّهيوني المشدّد على قطاع غزة. وقال المتحدث: “كميات الوقود المتوفرة حاليا في مستشفيات غزّة تكفي ليومين فقط. بعد ذلك، سنواجه شللا تاما في الخدمات الصحية.” وأضاف: “ندعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الصّهيوني لفتح المعابر بشكل عاجل والسماح بدخول المواد الطبية والوقود إلى غزّة، لتفادي كارثة صحية وشيكة”.
وأشار المتحدّث إلى أنّ الوضع الميداني يفاقم الأزمة الصحية، إذ أنّ المصابون يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفيات، خصوصا في جنوب غزة، بسبب استمرار العمليات العسكرية والإغلاق الكامل للطرقات. كما كشف أن قسم الكلى الصناعية في مستشفى شهداء الأقصى توقّف عن العمل، نتيجة الاعتداءات الصّهيونية المتكرّرة التي عطلت عمل الأجهزة الطبية.
في حين مدير عام مجمّع ناصر الطبي الدكتور عاطف الحوت، وهو أكبر مرفق صحي حكومي وآخرها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أكّد أنّ المجمّع، الذي يضم 3 مستشفيات تخصّصية، قد ينهار كليا في غضون 3 أيام، جراء نفاد الوقود والأرصدة الصفرية لأغلبية الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية، فضلا عن التهديدات المباشرة بفعل أوامر الإخلاء الصّهيونية، التي شملت نطاقات واسعة من المدينة. ومجمّع ناصر هو الوحيد في مدينة خان يونس، الذي يقدم خدماته لنحو 700 ألف مواطن من سكان المدينة والنازحين فيها، بعد خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة.
الاحتلال يفجّر “روبوتاً” مفخّخاً بجباليا
 ورغم أنّ الاحتلال استثنى مجمّع ناصر الطبي، ومستشفى الأمل، من أوامر الإخلاء، فإنه أجبر - حسب الطبيب الحوت - سكان حي الأمل، حيث يقع مستشفى الأمل، غرب مدينة خان يونس على النزوح، وبالتالي تعذّر الوصول للمستشفى بسبب تصنيف الاحتلال للحي “منطقة قتال خطيرة”.
ونتيجة ذلك، زادت الضغوط على مجمّع ناصر لعدم قدرته على تحويل حالات من الجرحى والمرضى لمستشفى الأمل، وبات منذ أيام يعمل فوق طاقته الاستيعابية، وتتراوح نسبة الإشغال في المجمّع حاليا ما بين 170 إلى 180%، حسب الحوت.
وبالموازاة مع ذلك استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، أمس الأحد، بمجزرتين للاحتلال قرب مراكز توزيع للمساعدات جنوبي ووسط قطاع غزّة، في حين أكّد المكتب الإعلامي الحكومي جاهزيته الكاملة لتأمين قوافل المساعدات الإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من الأسر المحتاجة، في ظل اعتراف ما تسمى بـ«مؤسّسة غزة الإنسانية” بفشلها في توزيع المساعدات، في وقت تواصل فيه القوات الصّهيونية عملياتها العسكرية في المدينة. وفي منطقة المواصي غربي خان يونس، استشهد 5 فلسطينيّين، بينهم طفلتان، إثر قصف استهدف خيام النازحين، الذين كانوا قد لجؤوا إلى المنطقة في وقت سابق هربا من العدوان الصّهيوني العنيف في مناطق أخرى. وفي شمال القطاع، أكّد مصدر في مستشفى الشفاء استشهاد 8 فلسطينيين جرّاء قصف استهدف جباليا البلد شمالي القطاع. كما أُصيب مسنّ وطفلة في قصف على منطقة العطاطرة في بيت لاهيا.
كما فجّر الاحتلال الصهيوني “روبوتاً” مفخّخاً شرقي جباليا، شمالي قطاع غزّة. ويعاني الفلسطينيون فصولا متعدّدة من التنكيل والتضييق عبر حواجز الاحتلال الصّهيوني المنتشرة في الضفة الغربية، ممّا يضطرهم إلى اعتماد طرق بديلة تستغرق وقتا طويلا. وكذلك يضطرون إلى حذف صور الشهداء والأسرى ومقاطع الفيديو الخاصة بالحرب على غزة من هواتفهم، خشية تنكيل جنود الاحتلال بهم عند الحواجز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19791

العدد 19791

الخميس 05 جوان 2025
العدد 19790

العدد 19790

الأربعاء 04 جوان 2025
العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025