وتيرة المجازر تتصاعد في غزة

الحرب على المدنيـين والأطفــال تدخـل المرحلة الأعنف

تطـوّرات فـي  المفاوضــات وتصعيـد خطــير فـي الضّفـــة

صعّد جيش الاحتلال الصهيوني من حربه الوحشية على قطاع غزة، مرتكبا مجازر جديدة راح ضحيتها 81 شهيدا، ولم تتوقف قوّات الاحتلال في شنّ اقتحامات واسعة ومتزامنة لمدن الضفة الغربية. علما أنه تم تسجيل شهداء وإصابات في سلسلة غارات وحشية للاحتلال على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، فيما لم تتوّقف مدفعية الاحتلال وآلياته في قصفها الوحشي للمدنيين، مع دخول اليوم 72 لاستئناف حرب الإبادة على غزة.

دخلت الحرب الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة مرحلتها الأعنف على صعيد القتل والعنف والتدمير مع بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية برّية جديدة، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال اقتحامات الاحتلال التي طالت مدن نابلس وطولكرم وجنين وسلفيت وقلقيلية ورام الله والخليل، وشملت مداهمة محلات صرافة واعتقال عدد من موظفيها.

نفـاذ مخـزون المعـدّات الطبّيــة

كما شنّ طيران الاحتلال غارات على منطقة القرارة في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي.
 كما تقصف مدفعية جيش الاحتلال بشكل مكثف حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، شمالي القطاع. وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال الصهيوني منطقة الكرامة، شمال غربي مدينة غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر عبر التجويع المستمر وشنّ غارات وحشية على المنازل وتجمعات وخيام النازحين، بالإضافة إلى الاستهداف الممنهج للمستشفيات المتبقية التي تعمل بالحد الأدنى من الخدمات الطبية.
وفي هذا الإطار، أكدت منظمة الصحة العالمية، ، نفاد غالبية مخزونات المعدات الطبية في قطاع غزة،  وقالت حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في تصريحات صحافية في جنيف: “بلغنا مستوى الصفر في المخزون بالنسبة لنحو 64% من المعدات الطبية، و43% من الأدوية الأساسية، و42% من اللّقاحات”، وأوضحت أنّ 51 شاحنة مساعدات تابعة لمنظمة الصحة العالمية تنتظر على حدود غزة، ولم تحصل بعد على تصريح لدخول القطاع. ويأتي هذا على الرغم من زعم الاحتلال البدء بنظام جديد لتوزيع المساعدات في القطاع.
وعلى الصعيد السياسي برزت تطورات جديدة في المساعي الرامية لوقف إطلاق النار، وذلك وسط تقارير عن ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب على غزة.
في وقت ينتظر أن تتوصل حماس مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف في الدوحة إلى صيغة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
بينما أعلن مصدر مصري مسؤول، أنّ بلاده تجري اتصالات “مكثفة” من أجل تقريب وجهة نظر الأطراف المعنية للتوصل لاتفاق وفق إطلاق النار في “أقرب وقت ممكن”. وأفاد المصدر، بحسب ما نقلته مصادر إعلامية، بـ«استمرار التنسيق المصري القطري الأمريكي بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة”.

”حمــاس” تدعــو لأيام غضــب عالمـي

ودعت حركة حماس في تصريح صحافي، بعد 600 يوم من العدوان والإبادة والتجويع، إلى “حراك عالمي متواصل حتى تتوقّف هذه المحرقة فوراً”، قائلة: “لتكن الأيام القادمة (الجمعة والسبت 30 و31 ماي والأحد 1جوان) أيّام غضب عالمي حتى تتوقّف الإبادة والتجويع ضد المدنيين والأطفال والنساء”.
وثمّنت “الحراك العالمي المناصر لغزة ولحقوق الشعب الفلسطيني”، داعية إلى الضغط بكل الوسائل لوقف العدوان والتجويع، ولترفع الأصوات عالياً ضدّ الاحتلال وتضامناً مع قطاع غزّة.
بينما أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية الخاصة المدعومة من الولايات المتحدة والمكلفة بتوزيع المساعدات في غزة، المرفوضة من العديد من الفلسطنيين، تعيين جون أكري مديراً تنفيذياً مؤقتاً لها بعد استقالة رئيسها السابق جيك وود احتجاجاً على ما وصفه بغياب الاستقلالية. كما أعلنت المؤسسة في بيان أنها بدأت توزيع المساعدات الغذائية في القطاع.
ومن جهتها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، إن “6 مراكز صحية فقط من أصل 22 تابعة لنا تعمل داخل مراكز الإيواء وخارجها بسبب القصف المستمر في غزة”. وأضافت أن “المستلزمات الطبية الأساسية شحيحة للغاية وهناك حاجة ماسة لإيصال المساعدات المنقذة للحياة دون عوائق”.

الاحتلال يستهـدف الصحفيـين بجنـين

واستهدفت قوّات الاحتلال الصهيوني، صباح أمس الثلاثاء، مجموعة من الصحفيين، بقنابل الغاز السام المسيل للدموع وسط مدينة جنين. وأفادت مصادر إعلامية، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز بشكل مباشر تجاه مجموعة من الصحفيين على دوار السينما وسط مدينة جنين، لمنعهم من تغطية ما ترتكبه من عدوان متواصل منذ 127 يوما.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اقتحمت مجمعا تجاريا وسط المدينة، ونشرت عدداً من القناصة على سطحه، فيما أطلقت عدداً من القنابل الدخانية والمسيلة للدموع في محيط دوار السينما، وموقف السيارات العمومية. وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد دفع بتعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة إلى مدينة جنين، ونشر قوّة من المشاة في عدّة شوارع في المدينة، بالإضافة إلى وجود قوّات الاحتلال في شارع حيفا، وهو شارع حيوي يضمّ عدداً من المؤسسات الحكومية ومكاتب ومؤسسات أهلية.

خطّــة لهندســــة التجويــــع

والجدير بالإشارة فإن السلطات الصحية الفلسطينية، أعلنت، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 54056 شهيدا و 123129 جريحا.  وكشفت المنظمة الدولية للهجرة أن حرب كيان الاحتلال على قطاع غزة تسبب في نزوح قسري لنحو 180 ألف شخص، وذلك في الفترة بين 15 و25 ماي الجاري.
وفي سياق المساعدات الإنسانية، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس الثلاثاء، أن الاحتلال الصهيوني يمارس حملة تضليل ممنهجة تروّج خلالها لمعلومات كاذبة بشأن إدخال المساعدات للتغطية على سياساته “الإجرامية في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي” المتواصلة للشهر العشرين، ونفى دخول أي “مساعدات حقيقية” إلى القطاع.
وقال المدير العام للمكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة “رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، لم تدخل أية مساعدات حقيقية، في خرق صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأوّل، ما يشكّل جريمة جماعية تستهدف المدنيين”. وحذّرت حكومة غزة أن الاحتلال الصهيوني يعمل على “هندسة التجويع” لتحقيق مآربه، وفي مقدّمتها تهجير الفلسطينيين إلى خارج القطاع، والتخفيف من الانتقادات الدولية لممارستها بالخصوص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025
العدد 19781

العدد 19781

الأحد 25 ماي 2025