وصلت مسيرة الحرّية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية مدينة إشبيلية في رحلتها التي تجوب عدّة مدن إسبانية وصولا إلى القنيطرة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية، كما يتواصل كفاح الشعب الصحراوي بشكل مستميت.
وحظيت المسيرة لدى وصولها اشبيلية باستقبال متميز من طرف جمعيات الصداقة والتضامن والجالية الصحراوية وتمثيلية جبهة البوليساريو بالأندلس، حيث تم تنظيم وقفة للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بسجون الاحتلال المغربي وعلى رأسهم معتقلي أكديم إزيك، رغم حرارة الطقس.
ودعا ممثل جبهة البوليساريو بالأندلس محمد سالم داحة، إلى حشد كل الطاقات من أجل إنجاح الحملة الوطنية الدولية لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين وعلى رأسهم معتقلي أكديم إزيك بالسجون المغربية.
ووسط الشعارات الوطنية ورفع الأعلام واليافطات الجالية الصحراوية في مجمل كلماتها تدعو الحكومة الاسبانية إلى تصحيح المسار وتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية إزاء الشعب الصحراوي والضغط على الاحتلال المغربي للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين.
كسر جدار الصّمت والتعتيم الإعلامي
ومن جهة أخرى، في مقابلة مع إذاعة وتلفزيون تيمور الشرقية، أكد عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسّق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، أن كفاح شعب تيمور الشرقية يمثل مصدر إلهام كبير للشعب الصحراوي وللشعوب التي ما تزال تكافح من أجل حرّيتها واستقلالها. ووقف الدبلوماسي الصحراوي على أوجه التشابه العديدة اللافتة للنظر بين كفاحي شعب تيمور الشرقية والشعب الصحراوي، مشيراً إلى أن كلاهما بدأ في عام 1975 حيث كان الشعبان ضحيتين لجيرانهما وفُرضت عليهما المقاومة، وحين أدرك الشعبان الحاجة إلى خوض كفاح مشترك بما في ذلك على الساحة الدبلوماسية حيث تضافرت جهود حركتي تحرر الشعبين في المحافل الدولية والإقليمية.
وأضاف أن العلاقة الخاصة بين الشعبين ليست علاقة تاريخية فحسب، بل إنها لا تزال مستمرة وتتعزّز يوماً بعد يوم، وأن من المعالم البارزة لهذه العلاقة هو إقامة علاقات دبلوماسية بين الجمهورية الصحراوية وجمهورية تيمور الشرقية بعد استقلالها حيث توجد السفارة الوحيدة في المنطقة في العاصمة ديلي.
ورداً على سؤال حول واقع الشعب الصحراوي، أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن الشعب الصحراوي يعيش مقسماً حيث يعيش الكثير من الصحراويين تحت الاحتلال المغربي منذ حوالي خمسين سنةً في أكبر سجن على وجه الأرض، أين تواصل قوّات الاحتلال المغربية ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومنع هيئات الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين ووسائل الإعلام من دخول الإقليم.
ودعا بالمناسبة وسائل الإعلام الحرّة إلى محاولة كسر جدار الصّمت والتعتيم الإعلامي المفروض على الصّحراء الغربية المحتلة.
درس قوّي في التصميم والصمود
أما بالنسبة للدروس التي يمكن للشعب الصحراوي أن يستلهمها من كفاح شعب تيمور الشرقية، ذكر الدبلوماسي الصّحراوي إلى أنه على عكس قضية الصحراء الغربية، التي تتناولها الأمم المتحدّة بانتظام، لم يُعالج مجلس الأمن الدولي قضية تيمور الشرقية لأكثر من عشرين سنةً. وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي أدار ظهره لشعب تيمور الشرقية كل تلك الفترة، إلا أن هذا الشعب لم يفقد الأمل ولم يتخلَ أبدا عن كفاحه. وتلك درس قوّي في التصميم والصمود والأمل.
وبالموازاة مع ذلك يشارك وفد صحراوي هام يقوده وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الصحراوي، السيد محمد مولود محمد فاظل في أشغال قمة إفريقيا المتصلة 2025 بمنتجع دايموند ليجر بيتش بمدينة دياني الكينية على ضفاف المحيط الهندي بمشاركة وفود من عدّة بلدان افريقية. ومن المقرّر أن يقدّم الوزير ورئيس الوفد الصحراوي المشارك في القمّة، مداخلة في إطار حلقة نقاش وزارية بعنوان الحلقة المفقودة: لماذا يجب أن تُقدّم البنية التحتية الرقمية على الذكاء الاصطناعي، يديرها السفير فيليب ثيجو، المبعوث الخاص للتكنولوجيا. وتركز القمّة على دور الحكومات والقطاع العام في إرساء البنية التحتية التي تضمن التدفق الجيد للأنترنت والاستثمار في الأمن السيبراني وتعميم الحقّ في الاستفادة من التكنولوجيا كوسيلة دافعة للمعرفة، والسيادة الاقتصادية لعموم إفريقيا في منظور تجسيد أجندة 2063.
التحسيس بمعاناة الشعب الصحراوي
وبالمقابل، مازال صوت القضية الصحراوية العادلة يدوي حيث نشطت محاضرة هامّة حول القضية الصحراوية بجامعة اريفورت بمنطقة توريغن الألمانية. وقدّم الدبلوماسي الصحراوي محمد أبا الدخيل ممثل جبهة البوليساريو بمنطقتي سكسونيا وبايرن محاضرة بعنوان: الصّحراء الغربية: النزاع المنسي ووضع اللاجئين، أمام أكاديميين وطلبة بجامعة اريفورت بمنطقة توريغن الألمانية، حيث استعرض شرحا مفصلا عن آخر مستجدات القضية الوطنية على الصعيد الوطني والدولي، مركزا في ذات السياق على الانتفاضة كمقاومة شعبية سلمية وحضارية وبالمقابل ردة الفعل الهمجية والسياسات القمعية الممنهجة من قبل المغرب ونظامه المخزني.
وتطرقّت الطالبة الألمانية لويزا سيلفينهي إلى زيارتها هذه السنة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والظروف الإنسانية الصعبة وما يتميز به الوضع من شحّ الإمكانيات والمساعدات الإنسانية. وقدّمت الطالبة الصحراوية ابيديدة بداتي عرضا شاملاً عن واقع الشباب في مخيمات اللاجئين والدور الطلائعي الذي لعبه الشباب الصحراوي في معركة التحرير والبناء. كما أشارت كذلك إلى محدودية فرص الشغل للشباب بعد الانتهاء من المشوار الدراسي.
وعلى هامش المحاضرة بالجامعة تم عرض فيلم وثائقي ألماني جديد للتحسيس بواقع ومعاناة الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، الفيلم من إخراج الصحافي الألماني ميشل اينقر.
ويسعى الفيلم كذلك إلى إثارة انتباه الرأي العام الألماني إلى مسؤولية الحكومة الاتحادية السياسية والأخلاقية تجاه آخر مستعمرة في أفريقيا. وفتح باب المداخلات والاستفسارات، حيث تم التركيز على دعم القضية الصحراوية داخل الجامعات الألمانية.
ومن جهة أخرى، شاركت الجمهورية الصحراوية في فعاليات التمرين الميداني “سلام شمال إفريقيا 3” بوفد يرأسه عضو هيئة الأركان العامة للجيش، رئيس ركن العمليات الطالب عمي ديه ممثلا لرئيس الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي محمد الولي أعكيك، ضم أعضاء من المكوّن الشرطي والمدني والعسكري، وتشرف عليه قدرة شمال إفريقيا” النارك”. وشارك في التمرين المكوّن الشرطي والمدني للدول الأعضاء ويتعلّق الأمر بكل من الجزائر، مصر، الجمهورية الصحراوية، ليبيا وموريتانيا. ويهدف تمرين “سلام شمال إفريقيا 3” إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حفظ السلام والاستجابة للأزمات، في إطار العمل الإفريقي المشترك تحت راية الاتحاد الإفريقي.