المضّــي قدمـا فـي تحريـر الأرض وإجهــاض أطمــاع المحتــل
أحيا الشعب الصحراوي، أمس الثلاثاء، الذكرى 52 لاندلاع كفاحه المسلح لاستعادة أراضيه المغتصبة من المستعمر الاسباني ثم الاحتلال المغربي التوسّعي، ملتفا حول طليعته جبهة البوليساريو ومتشبثا بنضاله إلى غاية تجسيد حقه غير القابل للتصرّف ولا التفاوض في تقرير المصير والاستقلال.
وتأتي ذكرى اندلاع الكفاح المسلح في 20 ماي 1973 في وقت تواصل الجمهورية الصحراوية ترسيخ وجودها على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل جملة الانتصارات الدبلوماسية والقانونية وتحصيل المكاسب السياسية التي حققها الشعب الصحراوي تحت راية جبهة البوليساريو ممثله الشرعي والوحيد، تزامنا مع كفاحه المسلح الذي كان قد أعلن عن استئنافه في أعقاب نسف الاحتلال المغربي اتفاق وقف إطلاق النار من خلال اعتداء عسكري مباشر ضد مدنيين صحراويين عزل، على مستوى الثغرة غير الشرعية بالكركرات في 13 نوفمبر 2020.
مواجهة مؤامرات العدّو
وبهذه المناسبة، أكد رئيس الجمهورية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي حريص على استكمال مهمة التحرير كهدف أولى وأسمى. وقال الرئيس إبراهيم غالي وفي رسالة وجهّها عشية اليوم الوطني للجيش والذكرى 52 لاندلاع الكفاح، أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي يحمل على عاتقه مهمة التحرير، لافتا إلى أنه يظل حاضراً بكل وعي ومسؤولية وحيطة وحذر في مواجهة الموجة الجديدة من دسائس ومؤامرات العدو، المتعدّدة المرامي والأهداف.
وأضاف الرئيس غالي، أن الاحتلال المغربي منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020، يسعى لإخفاء خسائره البشرية والمادية وما يخلفه العمل القتالي للجيش الصحراوي من آثار على نفسية ومعنويات قوّاته المتخندقة خلف جدران الذل والعار، ويواجه الحقيقة المرة بمزيد من الهروب العبثي إلى الأمام، في ظل الواقع الاقتصادي والاجتماعي المتردي للشعب المغربي الشقيق.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس إبراهيم غالي إلى أن الاحتلال المغربي يلجأ اليوم إلى ممارسات مقيتة وسياسات استيطانية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، باستهداف المدنيين العزل، من صحراويين وغيرهم من بلدان الجوار، بالطائرات المسيرة وبالقمع والحصار والتضييق وقطع الأرزاق والاستيلاء على الأراضي والممتلكات ونهب الثروات الطبيعية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب.
كما أكد أن الجمهورية الصحراوية، ممثلة بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، ترى نفسها جزءًا لا يتجزأ من منظومة أمنية ضرورية، ملحة ومتكاملة مع الأشقاء والحلفاء والأصدقاء والجيران وعلى المستوى القاري، لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تمثلها دولة الاحتلال المغربي، بسياسات التوسّع والعدوان، ودورها ككيان وظيفي، من خلال تحالفاتها المعلنة مع القوى الاستعمارية والصهيونية، وفتحها الباب على مصراعيه لتمرير أجنداتها التخريبية.
تيمور الشرقية تدّعم الكفاح الصّحراوي
من جهته، أكد رئيس ركن العمليات بوزارة الدفاع الوطني الصحراوي، الطالب عمي ديه، أن الشعب الصحراوي “يحيي ذكرى خالدة في تاريخ مسيرته النضالية ضد المحتل المغربي الاستيطاني، ماضيا في التضحية والعطاء في سبيل تحقيق الاستقلال الوطني التام تحت راية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”.
وأكد المدير المركزي للمحافظة السياسية للجيش الشعبي الصحراوي، محمد أوليدة، أن الجيش “حقّق الكثير من الانجازات منذ استئناف الكفاح المسلح”، تتمثل في المقام الأول في إجبار الاحتلال على الارتماء في أحضان العدو الصهيوني والتحالف معه لضمان استمرار نظامه، وبالتالي استمرار دعم القوى الإمبريالية والاستعمارية لحربه الظالمة ضد الشعب الصحراوي.
وجدّد الوزير الأوّل لجمهورية تيمور الشرقية، شانانا غوسماو، التأكيد على دعم بلاده المبدئي والمعروف لكفاح الشعب الصحراوي المشروع من أجل الاستقلال وتحرير التراب الصحراوي من الاحتلال المغربي.
وخلال استقباله لممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، سيدي محمد عمار، الذي يقوم بزيارة لتيمور الشرقية كمبعوث خاص لرئيس الجمهورية الصحراوية، إبراهيم غالي، شدد شانانا غوسماو على “صلابة العلاقة التاريخية والخاصة التي تربط الشعبين الصحراوي والتيموري، والتي هي وليدة عقود من الكفاح المشترك ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي”.