غـزّة تحـت النّار والمأسـاة الإنسانيـة تتفاقـم

الاحتلال الصّهيـوني يبيد عائـلات بأكملهـا

أكثر مـن 53 ألف شهيـد منذ بدايـة العـدوان على غزّة

صعّد الاحتلال الصهيوني ليلة السبت إلى الأحد من مجاز الإبادة الوحشية المروعة المقترفة في حق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة وأغلبهم من الأطفال، وحسب مصادر طبية، استشهد أزيد من 120 فلسطيني وما زال الاحتلال يكثف من استهداف المستشفيات، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 53339 شهيدا و121034 جريحا. وذلك في الوقت الذي استضاف الوسطاء جولة جديدة من المحادثات بين الاحتلال وحركة حماس.
وفيما وصفت الليلة السوداء بالدامية على أهالي القطاع، حيث جعل الاحتلال غزة من شمالها إلى جنوبها تحت النار، ما أسفر عن استشهاد أكثر من مئة مواطن، وعشرات الجرحى، بمجازر وحشية في عبسان والفخاري بخان يونس، وفي الزوايدة ودير البلح وسط القطاع، وشماله “جباليا و«بيت لاهيا”. كما كثف الاحتلال الصهيوني من استهداف ومحاصرة المستشفيات في أرجاء القطاع.

مستشفيــات محاصـــرة بالمــوت

 كشفت مصادر طبية لوسائل الإعلام، عن استشهاد 125 من الفلسطينيين في غارات الاحتلال الغاشم على قطاع غزة، منهم 55 شهيد بمدينة غزة وشمالي القطاع. وبالموازاة مع ذلك تم التأكيد أن مئات من العوائل مسحت من السجل المدني بسبب القصف الصهيوني، مع تسجيل أزيد من 200 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض ولا تستطيع أطقم الدفاع المدني الوصول إليهم. علما أن في ظل هذا الوضع الإنساني الخطير والكارثي، من لا يموت بالقصف الصهيوني في غزة يموت بالجوع.
ويصر الاحتلال على استهداف المستشفيات، وبهذا الخصوص حذّر مدير المستشفى الإندونيسي مروان السلطان، بأن الاحتلال يضع المستشفى الإندونيسي تحت حصار كامل، ويطلق النار على كل من يتحرك. وذكر في سياق متصل أن طائرات الاحتلال استهدفت بالرصاص قسم العناية المكثفة، واصفا الوضع بالكارثي جراء هذا الاستهداف. وأضاف أن المستشفى لم يعد يستطيع تقديم أي خدمة في شمال القطاع، متسائلا عن سبب استهداف المستشفيات، حيث لا يوجد فيها سوى المرضى والطواقم الطبية وتواصل طواقم الانقاذ في شمال القطاع عمليات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ويعملون بأيديهم دون معدات، أو مركبات، أو معدات حماية شخصية.

حــراك أوروبــي لوقـــف الإبـــادة

 تأتي هذه الانتقادات للاحتلال الصهيوني، وسط حراك أوروبي متصاعد ضد الحرب الصهيونية الشرسة على غزة، حيث أكّد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن بلاده تعمل على مشروع قرار جديد ستقدمه للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب الكيان الصهيوني بوقف هجماته الوحشية على قطاع غزة. وطالب سانشيز “بإنهاء الكارثة الإنسانية فورا”، داعيا إلى مضاعفة الضغط على الاحتلال “لوقف المذبحة في غزة عن طريق استخدام جميع السبل القانونية المتاحة”، ولتبت المحكمة الدولية في مدى التزام الكيان الصهيوني المحتل في إيصال المساعدات إلى جانب التحقيق في الجرائم التي قد تكون ارتكبت في القطاع، إلى جانب المضي قدما في التوصل لحل سياسي.
ولم يخف رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا صدمته من الأخبار اليومية الواردة من غزة، وقال إنّ المدنيين في غزة يتضورون جوعا والمستشفيات تُقصف مجددا ويجب أن يتوقف العنف. وأضاف أن على حكومة الكيان الصهيوني رفع الحصار فورا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق، وأشار إلى أن ما يحدث في غزة مأساة إنسانية حيث يتعرض شعب بأكمله لقوة عسكرية ساحقة وغير متناسبة وحيث ينتهك القانون الدولي بشكل ممنهج.
وأكّد رئيس المجلس الأوروبي، أنّ التوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج الفوري عن المحتجزين أصبحا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

تجويـع مليـوني مــدني فلسطينــي

 بدوره، حثّ السيناتور الأمريكي كريس فان هولن على إدخال الطعام إلى غزة فورا، واتهم الكيان المحتل بتجويع مليوني مدني فلسطيني.
ومن جهته وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، حثّ الاحتلال على وقف هجومها العسكري على قطاع غزة، وقال في تصريحات نقلها المتحدث باسمه، إن المدنيين الفلسطينيين يجب ألا يدفعوا ثمن الحرب بعد الآن، مشددا على “ضمان وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن”.

مشروع تهجير 1948..يتجدّد

وبدأ وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين الكيان المحتل وحماس، منذ يوم السبت. وأكّدت حماس - من جهتها - استئناف المفاوضات من الصفر.وقال محمود مرداوي، القيادي في الحركة، إنّ المفاوضات استؤنفت من دون شروط مسبقة، مشيرا إلى أنّ الجولة الحالية “منفتحة على كافة القضايا”. كما أضاف أنّ المحادثات تعتمد على مبادرة قدمها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، مع تعديلات من الجانب الفلسطيني. في حين أوضح مصدر مطلع على سير المفاوضات أن المقترح الأمريكي الحالي يتضمن الإفراج عن عدد من أسرى الاحتلال مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، من دون التوصل حتى الآن إلى صيغة نهائية. وكان الاحتلال الصهيوني قد منع دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر مارس في محاولة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن.
في الوقت الذي تتصاعد فيه الحرب الصهيونية على قطاع غزة، تبرز عملية التهجير كعنوان جديد لمرحلة أشد وحشية، إذ لا تقتصر على الأهداف العسكرية، بل تمتد لتنفيذ خطة عسكرية سياسية متكاملة، تهدف إلى تحقيق حسم عسكري وسياسي في غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 روافع ضغط مركبة ضد حركة حماس في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025