اعتاد الإسبان إبّان وقوع أزمات كبرى الحديث عن أمنهم القومي، والعودة إلى التركيز على من يعتبرونه مصدر الخطر الحقيقي الذي هو المغرب. في هذا الصدد، يستمر حزب فوكس القومي في تناول مدينتي سبتة ومليلية في خطابه، بينما أصدر القائد السابق للجيش الاسباني، فرناندو اليخاندري مارتينز كتابا يصنف فيه المغرب «بالخطر المباشر»، ولا يستبعد وقوع حرب مستقبلا.
وصل إلى المكتبات الإسبانية خلال شهر مارس الجاري كتاب «خدمة الملك وشرف إسبانيا: رؤية حول دفاع إسبانيا»، للجنرال فيرناندو الذي شغل منصب رئاسة الأركان العسكرية ما بين عامي 2017-2020، إبان حكومتي الحزب الشعبي المحافظ ثم الاشتراكي الحالي. ويتناول الكتاب مواضيع شتى، منها الوضع في إقليم كتالونيا الراغب في الاستقلال، ثم علاقة المؤسسة العسكرية باليسار، ومشاركة إسبانيا في المهام الدولية لحفظ السلام، ورؤية إسبانيا إلى مصادر الخطر.
المغرب مصدر خطر حقيقي
علاقة بالنقطة الأخيرة، يشير إلى المغرب كمصدر خطر رئيس، بل وباحتمال وقوع حرب مستقبلا. ويعتقد فرناندو أن المغرب يمثل تهديدا «مباشرا» لإسبانيا سينتهي به الأمر إلى التبلور، أولاً من خلال عناصر هجينة من خلال استعمال ظواهر معينة مثل الهجرة كما حدث في سبتة خلال ماي الماضي أو مناسبات سابقة. ويعتقد أنّ هذه السياسة ستتطور الى حرب تقليدية بين البلدين مستقبلا. ويستبعد هذا الجنرال أن يكون المغرب خطرا حقيقيا في الوقت الراهن على الأمن القومي الإسباني، باستثناء ما يسمى بالحرب الهجينية الصامتة، وذلك لانشغاله بملف الصحراء الغربية التي يحتلها منذ 1975. ويحذّر من استمرار المغرب المطالبة باستعادة سبتة ومليلية، ولهذا يطالب بالاستعداد المسبق تحسبا لوقوع مواجهة عسكرية.
وبعيدا عن الكتاب، قال هذا الجنرال في حوار مع الموقع الرقمي «أوبجكتيف» في تقييمه للعلاقات بين الرباط ومدريد التي تمر بأزمة شائكة: إنّ الأزمات مع المغرب قد تتحوّل إلى نزاع مسلح وأن المغرب يمثل تهديدا مباشرا لإسبانيا».
واستنكر القائد العسكري السابق عدم وجود تصوّر لدى المواطنين الإسبان لحجم التهديدات التي يمكن أن تواجهها إسبانيا، مسلّطا الضوء على المغرب واستثماراته المتزايدة في السلاح، مشيرا إلى أن التهديد المغربي سيتجسّد «عندما يحين الوقت».
وتابع قائلا إنّ المغرب سيعتمد على عناصر مختلفة مثل الهجمات على الحدود التي شهدتها مدينتي سبتة مليلية، والتي ستتحوّل حسبه إلى نزاع مسلح لكنه يعتقد أن ذلك لن يحدث على الأمد القصير، محذّرا في ذات الوقت من إغفال خطورته.