بالرغم من استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف، أمس الثلاثاء، بعد توقف تقني، لكن ما زالت القوات الروسية تحاصر تقريبا بشكل كلي العاصمة كييف التي تتصاعد حدة القتال حولها. لتقبض قبضتها على العاصمة الأوكرانية في ظل استمرار دوي الإنفجارات الضخمة، يتزامن ذلك مع حظر تجول سيتواصل إلى غاية غدا الخميس، ومع زيارة رؤساء حكومات بولندا وتشيكيا وسلوفينيا لكييف، في وقت تستعد محكمة العدل الدولية اليوم الأربعاء إلى إصدار قرارها بشأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عن فرض حظر تجول لمدة 36 ساعة اعتبارا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي من يوم أمس الثلاثاء، وحتى الساعة السابعة صباحا يوم الخميس بعد أن قصفت القوات الروسية المتمركزة خارج المدينة عدة مجمعات سكنية. وأفادت الحكومة البولونية في بيان لها بأنّ رؤساء حكومات بولونيا وتشيكيا وسلوفينيا العاصمة الأوكرانية زاروا كييف بصفتهم ممثلين عن المجلس الأوروبي. والتقى رؤساء هذه الحكومات خلال هذه الزيارة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميهال.
في السياق، ذكرت مصادر إعلامية أنّ دوي ثلاثة انفجارات قوية سمع في وسط العاصمة الأوكرانية كييف صباح أمس الثلاثاء. كما شوهد عمود دخان يتصاعد لكن لم يكن بالإمكان الاقتراب من المكان بسبب حظر التجوال.
المفاوضات إيجابية
ذكر مفاوض في كييف أنّ الجولة الرابعة من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا استأنفت أمس الثلاثاء بعد «توقف تقني» الاثنين.
وقال ميخايلو بودولياك، المفاوض ومستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على «تويتر»: «أخذنا استراحة تقنية في المفاوضات» للسماح «بعمل إضافي لمجموعات العمل الفرعية وتوضيح» شروط معينة، وفق ما نقلته مصادر إعلامية. في حين أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن وفدي المفاوضات الروسي والأوكراني يقومان بعملهم وهو عمل صعب، مضيفا أن حقيقة مواصلة المفاوضات إيجابية.
هذا ومن المقر أن تصدر محكمة العدل الدولية، اليوم الأربعاء، قرارها بشأن القضية المرفوعة من كييف على موسكو بشأن عمليتها العسكرية في أوكرانيا، التي تطلب من أعلى محكمة في الأمم المتحدة بأن تأمر روسيا بوقفها.
وكانت روسيا رفضت المثول الأسبوع الماضي، خلال جلسات الاستماع في هذه القضية، أمام محكمة العدل الدولية، التي ستعلن قرارها مساء اليوم في لاهاي.
التّحفّظ على الطّائرات الأجنبية
اتّخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرارا، بالموافقة على قانون من شأنه السماح بالتحفظ على الطائرات الأجنبية التي تتواجد على الأراضي الروسية بناءً على ما يسمى بعقود الإيجار التمويلي «الليزينغ».
ووقّع بوتين قانونا بشأن إجراءات لدعم قطاع الطيران المدني في روسيا، الذي يتيح تسجيل حقوق الطائرات الأجنبية التي تستأجرها الشركات الروسية في روسيا. وذلك ضمن التدابير التي اتخذتها الحكومة الروسية لمكافحة العقوبات الغربية التي فرضت روسيا، حسب تقرير إعلامي.
زيلينسكي يخاطب الكونغرس
يتوقَّع أن يوجّه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطابًا عبر الإنترنت إلى الكونغرس الأميركي، اليوم الأربعاء، في ظل الحرب، وفق ما أعلنت رئاستا مجلسي النواب والشيوخ الأميركيتان.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ونظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في رسالة مشتركة إلى النواب: «نتطلّع إلى شرف استقبال خطاب الرئيس زيلينسكي إلى مجلسي النواب والشيوخ، ولإيصال رسالة دعمنا إلى الشعب الأوكراني، بينما يدافع بشجاعة عن الديمقراطية».
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف الرعب «الذي أطلق عنانه» على شعب أوكرانيا، والسير على طريق الدبلوماسية والسلام. وقال إنه على اتصال وثيق بعدد من بلدان العالم استمرارًا لجهود الوساطة لوضع حد لهذه الحرب.
الحرب لن يربحها أحد
«أوكرانيا تشتعل»..بهذه العبارة استهل غوتيريش كلمته في إحاطة أمام الصحفيين، تمحورت حول الوضع في أوكرانيا وتداعياتها على العالم. وقال: «يتم تدمير البلاد أمام أعين العالم. والتأثير على المدنيين يصل إلى أبعاد مرعبة. لقد قُتل عدد لا يحصى من الأبرياء، بمَن فيهم النساء والأطفال».
وتحدّث غوتيريش عن الأوضاع على الأرض، حيث أصبحت الطرق والمطارات والمدارس في حالة خراب بعد أن تعرضت للضربات الروسية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعرّض 24 مرفقًا على الأقل للهجمات. ومئات الآلاف من الناس دون ماء أو كهرباء. وقال الأمين العام: «مع مرور كل ساعة، هناك شيئان يتضحان بشكل متزايد: أولًا أن الأمر يزداد سوءًا. وثانيًا: مهما كانت النتيجة، لن يكون لهذه الحرب رابحون، بل خاسرون فقط».
وأعلنت السلطات المحلية في دنيبرو الأوكرانية تسجيل «دمار هائل» في مطار المدينة في شرق البلاد بعد قصف روسي ليل الإثنين - الثلاثاء، وفقًا لتقارير إعلامية. وكتب فالنتين ريزنيتشينكو، حاكم منطقة دنيبرو على تلغرام، «خلال الليل، هاجمت القوات الروسية مطار دنيبرو، ضربتان، دُمّر مدرج الإقلاع والهبوط. تضرّر مبنى المطار، دمار هائل».