يستمر الوضع المتوتر في الأزمة الاوكرانية، من دون التوصل إلى توافق حيث لم تنقطع الجهود الدبلوماسية لمنع أي اضطراب، في وقت انعقد أمس السبت مؤتمر ميونيخ للأمن وسط هيمنة للأزمة الأوكرانية.
أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، مع تصاعد التوتر حول أوكرانيا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن المكالمة «مدرجة على جدول الرئيس» اليوم.
ضغط وتقليل للمقترحات
بالموازاة، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أن التصريحات الأمريكية حول مسؤولية روسيا عن التصعيد حول أوكرانيا هي محاولة لممارسة الضغط وتقليل أهمية المقترحات الروسية بمجال الأمن.
وردا على سؤال صحفي حول التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن «الهجوم» الروسي المزعوم على أوكرانيا أجاب أنتونوف: «قبل كل شيء أريد الإشارة إلى التصريحات المتكرّرة للقيادة الروسية حول غياب أي خطط لها لشن أي عدوان ضد الشعب الأوكراني الشقيق».
وأشار إلى أن «التأكيدات حول مسؤولية روسيا عن التصعيد لا يمكن اعتبارها إلا محاولة لممارسة الضغط وتقليل أهمية المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية».
ودقّق: «ومع ذلك لا تزال الولايات المتحدة تصرّ على غرس الأكاذيب الصريحة في الرأي العام. وما يثير ارتباكا خاصا هو «الحشو» الجديد من قبل المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلّق بإجلاء المواطنين من أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا. إذ تعتبر واشنطن استعدادنا لاستقبال المدنيين من دونباس، الخائفين على حياتهم، في منازلنا، كعنصر دعائي يهدف إلى تبرير «الهجوم الوشيك» على أوكرانيا».
وأوضح: «مثل هذه التصريحات هي الجولة الجديدة لحملة التضليل الأمريكية ضد روسيا. وعلى مؤلفي هذه التصريحات أن يزوروا دونباس بأنفسهم والاطلاع على الآثار المأساوية «للمساعدات العسكرية» التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا.
أول خطوة للتسوية
يذكر أن دونباس جنوب شرق أوكرانيا تشهد تسارعا للأحداث تزامنا مع إعلان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا عن إجلاء المواطنين إلى روسيا، وسط تواصل القوات الأوكرانية استهداف أراضيهما.
وسارع الجانب الأوروبي مع التصعيد إلى إطلاق التصريحات ومنهم من دعا إلى ضرورة الحوار، إذ أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، استعداد الدول الغربية لإجراء مفاوضات مع روسيا حول المسائل الأمنية.
وبدوره أعلن الأمين العام لـ»الناتو» ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يزال منفتحا على الحوار مع روسيا، مؤكدا في الوقت ذاته نيته حماية جميع الحلفاء، إلا أنه دعا روسيا لسحب قواتها من الحدود الأوكرانية، كـ»أول خطوة في تسوية الأزمة». واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن التطورات الحالية حول أوكرانيا من شأنها تغيير النظام العالمي الحالي، محذرة من أن غزو هذا البلد قد يكلف روسيا «مستقبلا مزدهرا».
في حين، أعلنت بريطانيا أنها اتفقت مع شركائها في الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع على حزمة عقوبات ضد روسيا في حال غزت الأخيرة أوكرانيا.
ومع ارتفاع حدة الصراع شرق أوكرانيا وزيادة عمليات الإجلاء، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنه سيتم توزيع اللاجئين من دونباس في سبعة مناطق في روسيا. كما فرضت السلطات في روستوف الروسية حالة الطوارئ بسبب زيادة تدفق في عدد اللاجئين مع توقع المزيد من عمليات الإجلاء في الساعات المقبلة. كما أعرب رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، عن قلقه إزاء تطورات الوضع في أوكرانيا.
ومن الجانب الروسي قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إن موسكو لا تريد الحرب، لكنها مستعدة للدفاع عن مواطنيها في دونيتسك ولوغانسك. وأعلنت جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك التعبئة العامة في الجمهورية لحماية أراضي الجمهورية على خلفية تزايد حدة القصف الأوكراني.