تحت شعار «إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030»، يلتقى قادة وزعماء الدول الأعضاء بالاتحادين الأوروبي والإفريقي في الدورة السادسة للقمة الإفريقية الأوروبية، المقرر عقدها في بروكسل، غدا، بمشاركة قادة الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والـ 55 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.
من المقرر أن تسهم القمة في «تحديد الأولويات الأساسية للسنوات المقبلة، ومن شأنها أن تحدد التوجهات الإستراتيجية والسياسية للعلاقات بين القارتين»، حيث يسعى الاتحادان الأوروبي والإفريقي إلى تعزيز شراكتهما على صعيد الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والإنعاش الاقتصادي.
كما تقدّم القمة فرصة متميّزة لوضع أساسيات وتجديد وتعميق علاقات الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقي على أعلى المستويات السياسية، معتمدة على الثقة المتبادلة ووجود الإهتمامات المشتركة فيما بينهما. ومن المتوقع أن يناقش القادة كيف لهاتين القارتين (أوروبا وإفريقيا) تحقيق مزيد من التنمية والرخاء، فالقمة تهدف الى إطلاق حزمة من الاستثمارات آخذة فى الاعتبار التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية وأزمة الصحة الحالية، ومن المقرر أن يناقش المجتمعون وسائل وسبل دعم تحقيق الاستقرار والأمن في إطار متجدّد لتحقيق الأمن والسلام.
ويتخلّل القمة عقد مجموعة من الموائد المستديرة تتضمن مناقشات حول: النمو الاقتصادي، الأنظمة الصحية وإنتاج اللقاحات، الزراعة والتنمية المستدامة، التعليم والثقافة والهجرة والتدريب المهني ودعم القطاع الخاص وتحقيق التكامل الاقتصادي والسلام والأمن، وسيشارك قادة ورؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في الموائد المستديرة سويًا مع مجموعة مختارة من الضيوف والخبراء كل في تخصّصه.
علاقات شراكة متكافئة
جدير بالذكر، أنّ القمّة الأوروبية الإفريقية عقدت في دورتها الخامسة في نوفمبر 2017 في أبيدجان، وخلال هذه القمة أعلن القادة المشاركون بالقمة 4 محاور استراتيجية للعمل عليها تمثلت فى إتاحة الفرص للشباب، الأمن والسلام والهجرة.
وبدأت الاستعدادات للقمة في دورتها السادسة منذ ديسمبر الماضي، حيث التقى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في بروكسل مسؤولين أفارقة عديدين، وتناولت المحادثات التحضيرات للقمة والنتائج المتوخاة والقضايا الرئيسية والأفكار التي سيطرحها القادة خلال القمة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، وعلى رأس الموضوعات التي تناقشها القمة تغير المناخ، والذي يعد من أبرز الملفات التي تسلط عليها مصر الضوء الآن في إطار الإعداد للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوا 27» نظرا للأهمية التي توليها مصر للقمة وللشراكة الإستراتيجية بين القارتين بشكل عام، وحرصها على أن تأخذ القمة بعين الاعتبار المصالح والخصوصية الإفريقية.
معلوم أنّ الدورة الأولى للقمة الإفريقية الأوروبية عقدت في القاهرة عام 2000، والتي شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين من خلال «خطّة عمل القاهرة».