مسؤول استخباراتي إسباني سابق:

مدريد لا تستطيع الاعتراف بمغربية الصّحراء الغربية

 مع التوتر الذي يشهده العالم بشأن الأزمة الاوكرانية، رأى مدير المخابرات الإسبانية السابق وأحد كبار الخبراء في العلاقات بين الرباط ومدريد، خورخي ديسكيار، أنّ إسبانيا لن تعترف بمغربية الصحراء الغربية.
في مقال له في جريدة «التيار» الرقمية الإسبانية، صدر الأحد، حول تطوّرات الأزمة الأوكرانية، لم يستبعد هذا المسؤول الاستخباراتي السابق وقوع أي مفاجأة بما فيها الحرب، غير أنّه أقدم على مقارنة خاصة تحمل خطابا موجّها إلى المغرب، بحكم موقعه السابق.
وكتب ديسكيار في مقاله «لا تستطيع إسبانيا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، بغض النظر عن مدى رغبتها في الحصول على علاقة مثالية مع الرباط».
الخطاب، كما يتجلى واضحا، موجّه إلى المغرب مع الأزمة التي تشهدها العلاقات بين مدريد والرباط منذ أكثر من سنة على خلفية قضية الصحراء الغربية، ذلك أنّ خورخي ديسكيار يعتبر من الخبراء الكبار في ملف العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وهو أحد مؤسّسي التصور الذي انتهجته إسبانيا منذ الثمانينات للتعامل مع المغرب رفقة دبلوماسي آخر مخضرم وهو ميغيل آنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الأسبق. وكانت هذه المجموعة تسمى بـ «نادي المغاربة» وسط الخارجية الإسبانية بسبب اختصاصها في المغرب. وعمل ديسكيار سفيرا في الرباط ما بين 1997 - 2001، ثم تولى إدارة المخابرات الخارجية الإسبانية التابعة لوزارة الدفاع ما بين 2001 - 2004، ولاحقا سفيرا في الولايات المتحدة. في الوقت ذاته يعد بطريقة أو بأخرى من إطارات الدولة العميقة، وتحظى محاضراته ومقالاته باهتمام كبير بسبب الموقع الذي شغله سابقا.
ويعبر ديسكيار بطريقة ما عن الرؤية السائدة حاليا في مدريد أو «الدولة العميقة»، وهي عدم الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية مهما كان الضغط المغربي.
وكانت مدريد قد سارعت إلى معارضة الاعتراف المزعوم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء الغربية في 9 ديسمبر 2020، وفتحت مفاوضات مع إدارة جو بايدن للتراجع عن هذا الاعتراف. ولا يُستبعد أن تكون واشنطن قد أقدمت على تبني موقف أقل حماسة من ترامب في ملف الصحراء الغربية بسبب مطالب إسبانيا ودول أخرى، علاوة على أسباب تتعلق بالإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض. وكان وزير خارجية إسبانيا مانويل ألباريس قد اجتمع مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، وبحثا نزاع الصحراء الغربية، واتفقا على تحريك آليات البحث عن حل للملف.
ومازالت العلاقات بين المغرب وإسبانيا متوترة. وكان المغرب قد سحب سفيرته من مدريد منذ ماي الماضي.
وتطالب الرباط جارتها الشمالية بتأييد «الحكم الذاتي «حلا للنزاع الصحراوي، في حين تصر مدريد على مساعي الأمم المتحدة، وتتفادى حتى الإشارة إلى الحكم الذاتي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024