الانتخابات الرّئاسية الفرنسية

المترشّحون يستثمرون في خطاب العنصرية

 أدّت هيمنة موضوع الهجرة على جميع النقاشات الانتخابية من قبل بعض المترشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع إجراؤها في العاشر أفريل إلى مغادرة العديد من مسلمي فرنسا إلى الخارج، هربا من «العنصرية» حسب مقال نشرته جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي جمعت عدة مواقف لمسلمين فرنسيين غادروا بلادهم للعيش في المنفى.
أضافت اليومية أنّ الحديث عن «الهوية الوطنية» منذ سنين جعل بعض المترشحين يركّزون بشكل مفرط على الهجرة، وهو ما يشهد على وجود أزمة عميقة في فرنسا على حد قولها.
وفي إطار الانتخابات الرئاسية الفرنسية، نشرت «نيويورك تايمز» الأمريكية، الأحد، تحقيقا حول الأسباب التي جعلت بعض الفرنسيين المسلمين يغادرون البلاد تباعا للعيش في بلدان أجنبية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا.
وعنونت اليومية مقالها «رحيل في الخفاء لمسلمي فرنسا»، مانحة الكلمة للعديد من الفرنسيين المسلمين لشرح أسباب مغادرتهم لهذا البلد بالرغم من أنهم ولدوا وترعرعوا فيه.
ويقول صبري لواتاح (38 عاما) وهو روائي، إنه على الرغم من ولادته في فرنسا وامتلاكه لعلاقات عائلية وطيدة في مدينة «سانت إتيان بجنوب فرنسا، إلا أنّه قرّر أن يستقر في مدينة فيلادلفيا، بولاية بنسيلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية برفقة زوجته بسبب «عدم شعوره بالأمن والأمان في فرنسا» فضلا عن تعرّضه إلى «العنصرية»، وقال بالخصوص: «عندما تسكن في مدينة كبيرة وذات توجّه ديمقراطي مثل فيلادلفيا، فإنك تشعر بالراحة والاطمئنان، عكس باريس حيث نشعر بأنّنا في مرجل».
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 10 و24 أفريل المقبل، يركّز بعض المترشحين من اليمين المتطرف مثل إيريك زمور (حزب الاسترداد) ومارين لوبان (حزب التجمع الوطني) على الهجرة والمهاجرين ويحذرون من تجسيد نظرية «الاستبدال الكبير» على أرض الواقع.
لكن حسب أولفييه أستيفيز، أستاذ في معهد الدراسات والأبحاث الإدارية والسياسية في جامعة «ليل» بشمال فرنسا، فإن «السياسيين الفرنسيين لا يتحدثون كثيرا عن الهجرة العكسية والمتمثلة في رحيل مئات من الفرنسيين المسلمين إلى بريطانيا أو كندا على سبيل المثال للعيش والعمل هناك والمساهمة في نمو اقتصاد تلك الدول».
وتضيف «نيويورك تايمز» أنّ بعض المترشّحين يدلون بتصريحات مهينة بحق الفرنسيين المسلمين، على غرار إيريك زمور الذي قال حسب الجريدة إنّ «أرباب العمل الفرنسيين لهم الحق في رفض تشغيل العرب والسود».
تمييز في الوظائف
 أشارت دراسة نشرتها الحكومة الفرنسية شهر نوفمبر 2021، إلى أنّ الفرنسيين من أصول مسلمة لديهم حظوظ أقل لكي يتصل بهم رب عمل ما لإجراء مقابلة معهم بهدف توظيفهم.
هذا ما أدى بالشابة مريم غريبو (31 عاما) إلى أن تترك فرنسا لمدة ست سنوات متجهة إلى سويسرا ثم السنغال من أجل العمل، لكنها عندما قرّرت العودة إلى فرنسا حيث تقطن عائلتها، لم تجد عملا. «الشعور بأنّني غريبة في بلدي يطرح لي مشكلة حقيقية. يجب أن يتركونا نعيش وفق معتقداتنا الدينية وضميرنا».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024