تفصل الأمريكيين أربعة أيام حاسمة على موعد الانتخابات الرئاسية المقررة الثلاثاء القادم، بين الرئيس الديمقراطي باراك اوباما و منافسه الجمهوري ميت روميني، وبعد مرور الإعصار ساندي مخلفا عشرات القتلى و خسائر مادية جاوزت الخمسين مليار دولار، استأنفت الحملة الانتخابية لكل منهما ، وشكلت الخطط الاقتصادية وقودا زاد من حدة التنافس على السباق نحو البيت الأبيض، بينما كشفت استطلاعات الرأي هامشا ضيقا بين المرشحين.
عاود أوباما حملته بعد توقف دام ثلاثة أيام، تفرغ فيها لمواجهة الإعصار ساندي الذي مكنه من كسب نقاط إضافية وعزز صورته القيادية لدى الناخبين، حين كان شديد الحرص على تجاوز الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، وطاف في مروحية فوق المناطق المتضررة مخاطبا المنكوبين "نحن معكم ولن ننساكم. لن نقبل بأي بيروقراطية وسنعمل حتى تنالوا المساعدات في أسرع وقت''. وشملت محطات أوباما ولايتي نيفادا وكولورادو غرباً وويسكونسن في الوسط، أين هاجم السياسة الاقتصادية لمشرح الحزب الجمهوري وقال أن رومني ليس الرجل المناسب للتغيير في الولايات المتحدة، داعيا أنصاره بالتصويت له لأربع سنوات إضافية من أجل استكمال ما بدأه.
وأوضح أن ميت رومني يروج للخطط الاقتصادية التي تحابي الأغنياء وقد فشلت خلال الرئاسة الجمهورية السابقة، وأضاف أن الشعب الأمريكي لا يريد العودة إلى السياسات الفاشلة، كما أنه يريد فرصة لاستكمال ما شرع فيه من إصلاح على المسار الصحيح، وقال أوباما "استخدم الحاكم رومني جميع مواهبه كتاجر يروج لنفس السياسات التي فشلت في بلادنا والتي حاولنا التخلص من أثارها على مدى أربع سنوات، ويرد أن يطرح نفسها على أنها تغيير''.
وفي ذات السياق، تركزت حملة المرشح الجمهوري ميت رومني على الولايات التسع الحاسمة، معولة على إقبال كبير من القاعدة الحزبية اليمينية، وقال رومني في لقاء رونوك في فرجينيا أن أصحاب الدخول المتوسطة عانوا ماليا خلال ولاية أوباما، مشيرا إلى أن متوسط الدخل في أمريكا قد انخفض بمبلغ ٤٣٠٠ دولار خلال السنوات الأربع الماضية، إضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين بمبلغ ٢٠٠٠ دولار على كل أسرة أمريكية جنبا إلى جنب مع تكاليف الرعاية الطبية التي زادت بحوالي ٢٥٠٠ دولار على كل أسرة، واستعمل ميت رومني لغة الأرقام هذه المرة ليرد على حملة الديمقراطيين التي وصفت إستراتيجيته بالخرافة، لأنها غير مبنية على الحساب.
واستنادا إلى تقارير أمريكية، فإن اسم الفائز قد يتقرر في بلدات ومدن ولاية أوهايو الصناعية التي عقد فيها أوباما أمس تجمعا مع أنصاره، مثل يونغستاون وكليفلاند وسينسيناتي، ويحظى بتقدم طفيف بفضل سياسات اقتصادية ساعدت في انتشال قطاع السيارات من الإفلاس في الولاية، فيما يحظى رومني بأفضلية بين الرجال البيض في هذه الولاية التي أهدت جورج بوش الفوز العام ٢٠٠٤، وسيكون للطبقة العاملة هناك كلمة الحسم، كونها الشريحة الانتخابية الأضخم والأكثر إقبالاً للتصويت.
أربعة أيام قبل الانتخابات
السياسة الاقتصادية تلهب التنافس بين أوباما ورومني
الوكالات: حمزة محصول
شوهد:1441 مرة