يرى المتحدث السابق باسم المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني أشرف الثلثي، أن استئناف النشاط أو التمثيل الدبلوماسي الأجنبي في ليبيا مؤخرا من خلال إعادة فتح عدد من الدول لسفارتها على غرار فرنسا، ألمانيا ومؤخرا إسبانيا في العاصمة طرابلس وبن غازي في إطار سعي حكومة الوحدة الوطنية لتوزيع أعمالها في مختلف المناطق الليبية، راجع بالدرجة الأولى الى التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها ليبيا والاستقرار النسبي على الساحة السياسية، بعد سنوات من الانقسام والعنف اللذين دفعا عددًا من السفارات والبعثات الدبلوماسية إلى المغادرة سابقاً.
وصف أشرف الثلثي، استئناف نشاط السفارات الأجنبيّة في ليبيا بالمؤشر الإيجابي، وهذا مردّه الى الاستقرار النسبي الذي تعرفه ليبيا حاليا مقارنة بالعام الفارط، الى جانب المساعي الدبلوماسية التي تبذلها الخارجية الليبية وعلى رأسها الدكتورة نجلاء المنقوش، وكذا حاجة البلد لهذا الوجود سواء على المستوى الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي.
كما أضاف السياسي والاقتصادي الليبي في تصريح لـ «الشعب»، أنّه الى جانب استئناف التمثيل الدبلوماسي الأجنبي في ليبيا، هناك تحركات حثيثة وسريعة في نفس الوقت من أجل استئناف نشاط السفارات الأجنبيّة خاصة من الجانب الإقتصادي، بدليل عقد مجموعة من المنتديات الاقتصادية والملتقيات في الفترة الأخيرة، باعتبار أنّ الاقتصاد يقود دائما السياسية، مضيفا ان ليبيا حاليا بحاجة ماسّة الى تحقيق الاستقرار الاقتصادي حتى يتسنى لها استقطاب الشركات الأجنبيّة للاستثمارات بالتنسيق مع رجال أعمال والشركات الليبية من أجل المساهمة في إعادة البناء.
وأوضح ذات المتحدث، أنّ عودة الحركة الدبلوماسية بشقيها السياسي والاقتصادي هي مؤشر ايجابي، وهو ما تسعى اليه حكومة الوحدة الوطنية سواء على المستوى الرسمي عبر الخارجية أو بما يعرف بالدبلوماسية الاقتصادية، وهي أحد الروافد التي تسعى اليها ليبيا في الوقت الراهن من خلال تنظيم عدة منتديات اقتصادية هامة، ولعل من أبرزها المنتدى الاقتصادي المقرر يومي 7 و8 جوان الجاري، الذي سيجمع ولأول مرة كل من ليبيا، تونس وإيطاليا من أجل خلق شركات وتحالفات اقتصادية.