الإحتلال يقع في شرك أعماله

البوليساريو تربح معركة إعلاميّة شرسة

بوطي جلال

حقّقت جبهة البوليساريو انتصارا سياسيا وإعلاميا يضاف إلى رصيدها التحرري بعد احترامها للقانون الدولي، وتأكيد التزامها بالشرعية الدولية في خضم معركة النزاع على الصحراء الغربية، وهو ما دفع بعض الدول الكبرى لإعادة حساباتها فيما يتعلق بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
بعد انتصار الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي لصالح عدالة القضية الصحراوية في أروقة القضاء الإسباني، بعد موافقته طوعيا المثول عن بعد أمام المحكمة في مدريد عقب اتهامات قالت الجبهة أنها ملفقة من قبل أجهزة مغربية، حقّقت البوليساريو انتصارا آخر وأكثر وقعا على الاحتلال المغربي تمثّل في نفي وزارة الدفاع الأمريكية تنظيم مناورات عسكرية ضمن قوات “أفريكوم” في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، في رد قوي على رئيس الحكومة المغربية بأنّ المناورات ستجرى في المناطق الصحراوية.
وعكست الأزمة الحالية للمغرب مع إسبانيا وأوروبا بشكل عام، حسب البوليساريو حجم الفشل وخيبة أمل كبيرة للحكومة المغربية التي كانت تُمني النفس بإتباع الأوروبيين لإعلان ترامب المتعلق بالإعتراف بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة.
وأكّد أبي بشراي البشير، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، أن النظام المغربي حاول إستغلال تواجد الرئيس إبراهيم غالي كـ “ذريعة” لـ “تصفية الحسابات” ليس فقط مع إسبانيا ولكن أيضًا مع حكومة ألمانيا وجميع الدول الأوروبية، كردة فعل على الإحباط من عدم سير أي طرف في المجتمع الدولي على خطى ترامب، وهو ما أصبح أكثر وضوحًا عقب بيان وزارة الخارجية المغربية الأخير.
واعتبر متابعون أنّ تبرئة القضاء الإسباني للرئيس غالي شكّل ضربة قاسية لنظام المخزن، الذي حوّل قضية إنسانية إلى أزمة دبلوماسية مع مدريد.
وفي هذا الصدد، أكّد الدبلوماسي الصحراوي أن موافقة مثول إبراهيم كان قرارا شجاعًا ليس من أجله وإنما من أجل الشعب الصحراوي، الذي يجب أن يعكس صورة على مدى إحترام العدالة رغم أن كل الشكاوى بُنيت على أكاذيب، مشيرا أيضا إلى أنّ الرئيس أظهر تعاونه مع نظام العدالة وبأن ليس لديه ما يخيفه ولا علاقة له إطلاقًا بالإتهامات التي إنكشفت الدوافع الحقيقة من ورائها.
تهوّر دبلوماسي
الحالة النفسية العصبية حسب الدبلوماسي للنظام المغربي بدأت منذ فشل كل مساعيه وجهوده في كسب ولو دعم واحد لإعلان ترامب، وهو ما جعله يلجأ إلى سياسة تصفية الحسابات مع الدول التي وقفت في وجه هذا الرهان الخاطئ، مضيفاً في السياق ذاته، أنّ الدرس المستفاد من هذه الأزمة برمتها هو أن الإستسلام لإبتزاز المغرب لم يعد خيارًا قابلاً للتطبيق بالنسبة لإسبانيا ولا الإتحاد الأوروبي، ما سيؤدي بالمغرب إلى تجاوز الخطوط الحمراء كما هو الحال اليوم.
ورجح المتحدث أن تكون الخلفية الأخرى من وراء عملية الإبتزاز المغربية، تعود للقرار المنتظر من محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، حيث أن كل المؤشرات تشير إلى أنه سيكون لصالح الشعب الصحراوي، ممّا سيؤثّر على الأطماع التوسعية للمغرب الذي استغل إستقبال الرئيس الصحراوي لأسباب إنسانية، لنقل تخوفه إلى الإتحاد الأوروبي من قرار المحكمة في حال تعارضه مع مصالحه.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024