أكّد وكيل وزارة الزّراعة في قطاع غزة، إبراهيم القدرة، أنّ القطاع تعرض لأضرار جسيمة طالت جميع نواحي الحياة نتيجة العدوان الأخير الذي ألحق أضرار بليغة في أرواح المدنيين والمساكن والمنشآت الاقتصادية والزراعية، بالإضافة إلى ممارسة الاحتلال سياسة التهجير القصري للمزارعين من خلال القصف العشوائي، وعدم تمكينهم من الوصول إلى أراضيهم وممارسة أعمالهم الزراعية.
قال إبراهيم القدرة إنّ العدوان الأخير على قطاع غزة تسبّب إلى توقّف عدد كبير من العمال عن العمل في قطاع الزراعة، ونزوح عشرات الآلاف من الأسر الى مراكز اللجوء الخاصة بوكالة الغوث (الأونروا)، حيث عكفت وزارة الزراعة الفلسطينية بقطاع غزة ومنذ اللحظة الأولى على متابعة المزارعين ومربي الثروة الحيوانية واستقبال بلاغاتهم عن الأضرار التي لحقت بهم، وإعداد تقارير الحالة اليومية للقطاع الزراعي وتقدير قيمة الأضرار الأولية بشكل سريع حيث وصلت التقديرات إلى 200 مليون دولار أمريكي.
أضاف وكيل وزارة الزّراعة في قطاع غزة في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الأضرار والخسائر في القطاع الزّراعي تلف مئات المحاصيل الزراعية من خضار وأشجار، إمّا نتيجة الاستهداف المباشر أو نتيجة انقطاع مياه الري عن المحاصيل الزراعية خلال فترة العدوان الإسرائيلي، حيث لم يتمكّن المزارعون من الوصول إلى أراضيهم، كما عانى كذلك مربو الثروة الحيوانية على غرار الدواجن واستزراع السمك وتربية النحل من خسائر فادحة تمثّلت بنفوق أعداد كبيرة من الطيور والحيوانات نتيجة انقطاع الإمدادات من الأعلاف نتيجة إغلاق المعابر الحدودية، ممّا أدى الى تفاقم المشكلة. ومن جهة أخرى لحقت أضرارا بليغة بكل من المنشآت الزراعية ومصانع الأعلاف والآبار والخطوط الناقلة الرئيسة والفرعية والبرك الزراعية ومحطات الاستزراع السمكي ومخازن الأعلاف ومخازن المعدات الزراعية والمبيدات ومزارع النحل.
كما أوضح القدرة، أنّ كل هذه الأضرار سواء المباشرة أو غير مباشرة والتي انجرت عن العدوان، أدّت إلى ضعف وانعدام القدرة التسويقية في بعض الأحيان للعديد من المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية نتيجة تقييد الحركة وصعوبة الوصول للأراضي الزراعية، المنشآت الحيوانية، السمكية وكذلك تعطل الأسواق، بالإضافة إلى غياب الفرصة التصديرية للعديد من المنتجات الزراعية والأسماك، كل هذه العوامل وغيرها سببت في انخفاض الأسعار بصورة حادّة في العديد من المنتجات الزراعية مسبّبة خسائر فادحة لدى المنتجين.
ومن ناحية أخرى، تعطّل عدد كبير من العمال في القطاع الزراعي النباتي والحيواني، شمل ذلك الصيادين مما أثر بشكل مباشر على تردي الوضع الاقتصادي لديهم وزاد انكشافهم وأضعف قدرتهم على مقاومة آثار الحرب، وخلق حالة إنسانية صعبة لدى فئة العمال والصيادين.