أكّدت تمسّك الشّعب الصّحراوي بحقّه في الاستقلال

البوليساريو تدعو الاتحاد الإفريقي لتفعيل قراره

دعت جبهة البوليساريو الاتحاد الإفريقي إلى التحرك عاجلا، لتفعيل قراراته المتعلقة بالنزاع القائم في الصحراء الغربية بين الجمهورية الصحراوية والمغرب. وشدّدت على ضرورة التدخل لوقف الانتهاكات المغربية الخطيرة بالصّحراء الغربية المحتلة ضد المدنيين، وأعربت عن مرافقتها نضال الشّعب الصّحراوي لتحقيق الحرية والاستقلال.

مع استمرار الحرب القائمة بين الجيش المغربي والجيش الصحراوي القائمة منذ 185 يوما على طول الجدار العازل بين الطرفين. طلب المكتب الدائم للبولسايو، أول أمس، من الإتحاد الإفريقي تفعيل قرارته ذات الصلة بالنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والمغرب، خاصة تلك الصادرة مؤخرا عن الاجتماع الأخير لمجلس السلم والأمن الإفريقي.
ودعا المكتب في اجتماعه برئاسة الوزير الأول، بشرايا حمودي بيون، الاتحاد الإفريقي إلى تفعيل قراراته ذات الصلة بالنزاع القائم بين الجمهورية الصحراوية والمغرب، ودعا في نفس السياق، اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، إلى تحمل مسؤولياتها حيال ما يتعرض له الشعب الصحراوي من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وقمع وانتهاك لأبسط الحقوق الانسانية في الاجزاء التي يحتلها المغرب من تراب الجمهورية العربية الصحراوية.
وأعربت البوليساريو عن ارتياحها لثبات الموقف الجزائري تجاه قضية الصحراء الغربية، ونوّهت بالموقف الجزائري الثابت الداعم لكفاح الشعب الصحراوي المعبر عنه في كل المناسبات، من كل المنابر وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية.

تضامن مع الفلسطينيّين

من جهة أخرى، أعربت الجبهة عن تضامن الشعب الصحراوي مع شقيقه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة همجية شرسة متمثلة في الاعتداء على المقدسات والاستيطان والتقتيل وتحطيم البنى التحتية، وسلب الأراضي من مالكيها الأصليين في ظل حصار مطبق على الأراضي الفلسطينية.
وعلى الصعيد الميداني، جدّدت البوليساريو تمسّكها بخيار الكفاح المسلح رغم استمرار شبه صمت دولي. وأشادت بالنتائج المحققة على مستوى جبهات القتال، واستعرض المكتب الدائم للجبهة الوضعية العامة على مختلف الأصعدة، مركزا على الجبهة العسكرية حيث تتّسم الأنشطة القتالية لوحدات ومقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالانتظام وشموليتها لكل جحور وتخندقات العدو على طول جدار الذل والعار.
ووجّه المكتب الدائم للجبهة نداءً إلى الشباب الصحراوي أينما تواجد للالتحاق بميدان الشرف، وتعزيز صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي من أجل تصعيد الكفاح والتعجيل بالنصر، وانتزاع حق شعبنا في الاستقلال.

«تمسّك بالاستقلال»

دبلوماسيا، أكّد السّفير الصحراوي ببوتسوانا، ماء العينين لكحل، أن الشعب الصحراوي يناضل من أجل التمتع بحقه في الحرية والاستقلال والكرامة. السفير الصحراوي وفي خطاب له ببوتسوانا، خلال مشاركته ضيف شرف في نشاط نظمه اتحاد النقابات البوتسوانية «بوفيبوسو» بالعاصمة البوتسوانية غابورون، قال «هذه هي الغايات التي يناضل من أجلها الشعب الصحراوي،  وهي نفسها الغايات والأهداف التي يناضل من أجلها الشعب الفلسطيني، وهي الحق في الحرية والحق في الاستقلال والحق في الكرامة وفي الاحترام المتبادل.
وأثار الدبلوماسي الصحراوي ملف حقوق الإنسان، قائلا «قد يبدو للبعض منكم أن هذا النزاع يقع بعيدا عن بوتسوانا، وبالتالي لا ينبغي أن يشغلكم، ولكن حذار «فهذا النزاع» هو نزاع يتعلق بحقوق الإنسان والشعوب، وبحق جميع الشعوب في حريتها وتقرير مصيرها، ويتعلق بحق كل شعب في حكم نفسه دون أية قيود وحقه في اختيار نظامه السياسي الذي يريد».
ودعا السفير الصحراوي الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني البوتسواني للمزيد من التضامن والدعم للشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا لممثلي الأحزاب والنقابات البوتسوانية وممثلي منظمات المجتمع المدني أن نضال الشعب الصحراوي هو نضال من أجل «سيادة القانون وفرض احترام الشرعية الدولية وهو نضال من أجل علاقات متعددة الأطراف متوازنة وعادلة ينبغي أن تسود العالم».
ولم يفوّت ماء العينين لكحل تذكير الحضور بالموقف المشرف والمتقدم للحكومة البوتسوانية التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية منذ 1980، كما ذكرهم بتجديد الرئيس البوتسواني الحالي، موغويتسي ماسيسي، لهذه المواقف مرات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية.

«نداء دولي»

في مقابل ذلك، لا يزال وضع حقوق الانسان في الصحراء الغربية المحتلة يبعث على القلق بعد تصعيد قوات الاحتلال من ممارستها ضد النشاطين الصحراويين. وفي هذا الصدد، حملت الناشطة الحقوقية الصحراوية سلطانة خيا المنتظم الدولي مسؤولية ما يمكن أن يترتب من نتائج عما تتعرض له من انتهاكات جسيمة بشكل يومي.
وكانت رئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات الطبيعية، قد نبّهت هذه المنظمات، لخطورة ماتتعرض له وعائلتها للشهر السادس على التوالي في ظل غياب حماية أو مساءلة دولية للاحتلال المغربي عن جرائمه وانتهاكاته لحق الشعب الصحراوي.
وفي ذات الرسالة عرضت المناضلة سلطانة سيد إبراهيم خيا  كرونولوجيا بأهم صور الانتهاكات التي تعرضت لها وعائلتها منذ اليوم الأول من فرض الإقامة الجبرية عليها وعائلتها، انتقاما من مواقفها السياسية ونشاطها الميداني المدافع عن حرية الشعب الصحراوي.
ولم تفوّت المناضلة تذكير الآليات الدولية للدفاع عن حقوق الإسان، بضرورة التدخل العاجل من أجل توفير الحماية للمدنيين الصّحراويين العزل بالشق المحتل من تراب الجمهورية الصحراوية، مذكّرة في ذات السياق بتبعات الإحجام عن ذلك خاصة على مستوى التحفظ على الأمن والسلم الدوليين.

«استمرار الهجمات»

أمّا على الصعيد العسكري نفّذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصّحراوي، أمس، ثمانية هجومات جديدة ضد تخندقات جنود الاحتلال المغربي على طول جدار الذل والعار، حسب البلاغ العسكري رقم 185 الصادر عن وزارة الدفاع الصحراوية.
وأكّد البلاغ «قصفت مفارز متقدمة من بواسل جيش التحرير الشعبي الصحراوي تخندقات قوات الاحتلال في عدة مواقع استهدف تخندقات قوات الاحتلال بمنطقة تنوشاد بقطاع المحبس. وبمنطقة الشيظمية بنفس القطاع. وقصفت مركز استهدف تخندقات قوات الاحتلال بمنطقة فدرة تيشط بقطاع الفرسية وعدة مواقع متفرقة على طول الجدار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024