يحيى الشّعب الصحراوي ،اليوم، الذكرى الـ 48 لتأسيس جبهة البوليساريو ممثله الشرعي والوحيد وسط تطورات أملتها عودة الحرب بعد قرابة ثلاثة عقود من حالة اللاسلم واللاحرب، وشبه جمود كسره عودة الجبهة للكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر الماضي اثر اعتداءات المغرب المحتل. ودعت عشية احياء الذكرى الى جعلها وقفة للتعبئة ومحطة للتجند وفرصة لتجديد العهد وتأكيد الاستعداد للمزيد من التضحية والعطاء ومواصلة الكفاح حتى تحقيق الاستقلال.
لأول مرة منذ قرابة ثلاثين عاما يحيي الشعب الصحراوي ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بوليساريو في خضم الكفاح المسلح ضد الجيش المغربي المتواصل على طول الجدار العازل منذ خرق المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، ما أعاد القضية الى مربع جديد كسر حالة جمود رهيب خيمت طيلة عقود على آخر مستعمرة في افريقيا بعودتها الى واجهة المشهد الدولي وهو ما كان ينتظره الشعب الصحراوي التواق الى الاستقلال.
رفع وتيرة المواجهة
مع استمرار الكفاح المسلح الذي يرافقه كفاح دبلوماسي على المستوى الدولي.أشادت البوليساريو في اجتماع دوري «بصمود وشجاعة مناضلات ومناضلي انتفاضة الاستقلال وتحديهم البطولي للآلة القمعية المغربية المسلطة عليهم في المدن المحتلة وفي السجون المغربية».
وفي هذا السياق أهاب مكتب الجبهة بكل الصحراويين، أينما تواجدوا، لتعزيز زخم النضال وتأجيج المقاومة ورفع وتيرة المواجهة والمضي بمعركة التحرير نحو تحقيق مزيد من المكاسب وفرض إرادة الشعب في استكمال تحرير وطنه وبناء دولته المستقلة وذات السيادة على كامل ترابه الوطني.
إدانة متزايدة
على صعيد التطورات السياسية لا يزال نظام المخزن يتخبط في دوامة دبلوماسية بين برلين ومدريد ودول أخرى حول مواقفهم تجاه الصحراء الغربية. وبعد تأكيد اسبانيا موقفها حيال استقبال امين عام البوليساريو، أدانت الجبهة محاولات المغرب إسكات الحكومة الاسبانية في تصريحاتها بشأن الوضع في الصحراء الغربية باعتباره موقف داعم لشرعية نضال الصحراويين.
بعد الرد الاسباني تجاه اتهامات الرباط المزعومة.اكد ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العربي، اول أمس، أن ما روجت له مواقع إعلامية مغربية بخصوص استقبال مدريد للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي من أجل العلاج خروج عن إطار العلاقات الدولية وتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
ونقلت وسائل إعلام صحراوية عن الدبلوماسي الصحراوي قوله في تصريحات، نشرت على موقع تويتر, أن «العلاقات بين إسبانيا والمغرب ينبغي أن تمثل إطار عمل لمدريد لمطالبة الرباط بالالتزام بالقانون الدولي»، وقبل كل شيء، احترام حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية».
تدخل في الشّؤون الدّاخلية
فيما اعتبر أن الحكومة المغربية تسعى إلى «إسكات الإسبان» في تصريحاتهم بشأن الوضع في الصحراء الغربية, أكد ممثل الجبهة في إسبانيا أن ذلك «يدل على رغبة المغرب في فرض على إسبانيا أن تستأذن في أي حركة تقوم بها تجاه الصحراء الغربية». هذا الأمر اعتبره العربي «خروج عن إطار العلاقات الدولية، وتدخل في الشؤون الداخلية للدول»، وأكّد أنّ «حسن الجوار مبني على الاحترام المتبادل وليس على أسس تحددها المملكة المغربية كما تحاول أن تفعل في علاقاتها مع إسبانيا».
وحول علاقة إسبانيا التاريخية بمستعمرتها السابقة الصحراء الغربية قال الدبلوماسي «ما زلنا واثقين ونأمل أن تتولى إسبانيا ذلك الدور الذي يتوافق معها، وهو الدور الحالي كسلطة إدارية، وقبل كل شيء لتوجيه عملية البحث عن حل سياسي للصحراء الغربية فيما يتعلق بالشرعية والقانون الدوليين وضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال».
وأصدرت وزارة خارجية الاحتلال المغربي في وقت متأخر من مساء الجمعة بلاغاً شديد اللهجة موجهاً للحكومة الإسبانية على خلفية قضية استقبالها للرئيس غالي للعلاج.
وعلى صعيد تطورات حقوق الانسان بالمناطق المحتلة دخل السجين الصحراوي غالي حمدي بوحلا القابع بسجن آيت ملول 1 جنوب مدينة أكادير المغربية، في إضراب عن الطعام إنذاري لمدة 48 ساعة.