يرى الخبير في مسائل الهجرة ومنطقة الساحل، حسان قاسيمي، أن تشكيل حكومة انتقالية في تشاد من قبل المجلس العسكري الذي يتولى السلطة، عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي، يمثل بداية لخريطة طريق تضع البلاد على المسار الصحيح، كما يعتبر حلا توافقيا في نفس الوقت لتجنب أزمة كبيرة وصراعات دموية حول السلطة.
قال الخبير الأمني حسان قاسيمي، إن إعلان المجلس العسكري في تشاد، تشكيل حكومة انتقالية برئاسة باهيمي باداكيه ألبرت، ضمّت 40 وزيراً ونائب وزير بينهم أعضاء من المعارضة، تمثل خطوة ستلعب دوراً فاعلاً في الفترة المقبلة، كما ستجنب البلاد الصراعات الدموية لاسيما فيما يخص استخلاف الرئيس ديبي، ومن شأنها أيضا أن تساهم كذلك في تقريب وجهات النظر المختلفة، وتخلق أجواء إصلاحية إن قدر هؤلاء هذه المرحلة الحرجة.
أضاف قاسمي في تصريح لـ «الشعب «، أن أفضل حل لتسوية الأوضاع وعودة الاستقرار والأمن إلى تشاد وكذا إلى المنطقة، يكمن في إيجاد صيغة مناسبة أو توافق حول تنظيم انتخابات رئاسية شفافة وديمقراطية، تسمح بحضور ومشاركة كل التيارات السياسية الموجودة في البلاد، بما فيها المعارضة السياسية التي جاءت من جنوب ليبيا، وهو ما يعني تفادي إقصاء أي طرف وبتالي المرور إلى المسار الصحيح، والاسراع بالإعلان عن خريطة طريق واضحة تنتهي بعقد انتخابات عامة، والحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية بعيداً عن الانشقاقات على خلفية المواقف السياسية والانتماءات الإثنية.
وأوضح محدّثنا، أن الدعم الخارجي عامة والفرنسي على وجه الخصوص يشكل في ذاته مصدراً من مصادر الاضطراب السياسي بحيث قد يدفع الترتيبات السياسية الهشّة للانهيار، إذ تشهد دول الساحل الأفريقي في السنوات الأخيرة تنامياً للتيارات المعارضة للدور الفرنسي في مكافحة الإرهاب، باعتبار أنه يمثل شكلاً من أشكال «الاستعمار الجديد» تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وبينما يعدّ الدعم الخارجي للقوات المسلحة التشادية مهما الى حد ما لمواجهة التحدّيات الأمنية الكبرى في هذه الفترة الحساسة، فقد يكون هذا الدعم من ناحية ثانية، سبباً في تصاعد موجة احتجاجية قد تعصف باستقرار البلاد بصورة كاملة وتؤدي لانهيار الترتيبات الانتقالية ودخول مستقبل تشاد السياسي في مرحلة غموض.
يذكر، أن مفوضية الاتحاد الإفريقي أوفدت بعثة تابعة لها إلى تشاد للتحقيق في مقتل الرئيس إدريس ديبي إتنو والتأكد من الحقائق في محاولة لاستعادة العمل بالدستور، ومن المتوقع أن تقدّم البعثة نتائجها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، اليوم أو قبله للنظر فيها واتخاذ قرار بشأن الوضع في تشاد.