يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزاٸر، عامر مصباح، أنّ الحل الأمثل لتعقيدات الوضع في تشاد هو الحوار.
قال إنّ دور الاتحاد الإفريقي في تطويق الأزمة بهذه الدولة الواقعة في منطقة الساحل ومحاصرة أي انزلاق بها نحو العنف سيكون صعبا بالنظر إلى عدة عوامل، لعل أبرزها تواجد هذا البلد في مربع أمني هش، إذ أن كل الدول المحيطة به تعاني مشاكل أمنية على غرار ليبيا ودولة جنوب السودان، فضلا عن الانتشار الواسع للسلاح والارهابيين. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كثرة النزاعات في المنطقة جعلت الاتحاد الإفريقي غير قادر على الاضطلاع بما يكفي من جهود من أجل تسويتها حتى وإن كان قد تبنى عدة مبادرات في الفترة الأخيرة على غرار توسطه لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، وكذا قضية الصحراء الغربية.
كما أضاف الدكتور مصباح في تصريح لـ «الشعب»، أن على الاتحاد الإفريقي الذي اقترح في بيانه على الجيش التشادي بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي، احترام النظام الدستوري للبلاد، والتحرك بشكل عاجل لتسليم السلطة إلى المدنيين، وأن يدفع باتجاه تسهيل عملية الحوار الوطني من أجل التوصل إلى تسوية تصب في المصلحة العامة للتشاد.
وبخصوص رفض المجلس العسكري الحاكم في تشاد أي تفاوض مع المتمرّدين، الذين أطلقوا قبل أسبوعين هجوما ضد النظام والذي قتل خلاله رئيس البلاد، قال الأستاذ الجامعي عامر مصباح، أن هذا القرار راجع إلى أن هؤلاء المتمردين يحملون أسلحة وليسوا مجرد معارضة سياسية فحسب، وهو ما يعني أن كل المؤشرات تدل على أن الاقتتال سيستمر، ممّا سيفتح المجال لتدخل أطراف جديدة تستفيد من مثل هذا النوع من النزاعات، وفي النهاية وبعد الإنهاك المتبادل سيتدخل المجتمع الدولي لكي يجمع الأطراف حول طاولة الحوار، مضيفا أن المشكل الذي سيفاقم النزاع الحالي، هو أنّ تشاد ليس لها قدرات على إدارة هذا النوع من النزاعات.