أكد أستاذ العلوم السياسية، بالمدرسة العليا للسياسة علي ربيج، أن استمرار الاضطرابات في تشاد، عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي، يتخوّف أن يهدّد كامل محيطها الجغرافي الممتد من ليبيا شمالا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى جنوبا، ومن السودان شرقا إلى موريتانيا غربا، مشيرا أن التماطل في تطويق هذه الأزمة وحلّها، يحتمل أن يدفع بلاعبين دوليين جدد إلى المشهد التشادي لمزاحمة النفوذ الفرنسي.
قال أستاذ العلوم السياسية، إن أي تدهور أمني وسياسي في تشاد، عقب مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، خلال مواجهة مع المتمردين شمال البلاد، من شأنه التأثير على الوضع بشكل العام، لاسيما على المستوى الداخلي، خاصة إذا علمنا أن أطراف وأحزاب المعارضة، رفضت خيار توّلي نجل الرئيس مقاليد الحكم بموجب ميثاق انتقالي، بعد الإعلان عن مقتل، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد، وهدّدوا بانتفاضة شعبية ينادون فيها إلى مرحلة انتقالية يقودها مدنيون عبر حوار شامل، وهذا يتخوّف أن يهدّد ذلك الاستقرار.
أضاف ربيج، أن الإسراع في تطويق الأزمة في تشاد سيعيد الاستقرار نسبيا إلى منطقة الساحل الذي يشهد عدة اضطرابات، على غرار ما يحدث في مالي التي عاشت سلسلة التوترات، منذ سنوات عديدة، لذلك بات من الضروري الإسراع في معالجة الأزمة في تشاد من أجل تفادي أي سيناريو من شأنه أن يوّتر الوضع ويتيح المجال لدخول لاعبين دوليين جدد إلى المشهد التشادي لمزاحمة النفوذ الفرنسي المتجذر الى جانب تواجد الجماعات الإرهابية في المشهد الجديد، سواء في شمال تشاد أو في غربها.
أوضح الإستاد الجامعي، أن فرنسا المعروفة بتجدرها في تشاد، لن تتخلى عن تواجدها في هذا البلد بسهولة وستدافع عن مصالحها، إذا وضعنا في الاعتبار الدور المحوري الذي يلعبه الجيش التشادي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ومن أجل استمرار هذا الدعم، فإن المجتمع الدولي ومجموعة الساحل والصحراء ودول الاتحاد الأفريقي لن تترك الدولة تنهار.