مقتل ديبي لن يغير إستراتيجية مكافحة الإرهاب في الساحل
يرى الدكتور حاج بشير جيدور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة غرداية، أن مقتل الرئيس التشادي لن يغير في إستراتيجية مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، ولا موقف المجتمع الدولي تجاه البلاد، لعدم إصابة النظام السياسي بأي نوع من التغيير، فضلا عن أن المؤسسات الأمنية و العسكرية لا تزال تحافظ على جوهر عملها مع تولي محمد إدريس ديبي زمام الأمور في البلاد، مشيرا أن اكبر تحدي ينتظر هذا الأخير هو تأمين الجبهة الداخلية في أعقاب اغتيال والده وهي العملية التي أكدت على وجود ما يجب تأمينه وحسن التعامل معه في الداخل التشادي .
أكد الدكتور بشير جيدور، أن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو في مواجهات مع متمردي جبهة التغيير والوفاق شمالي البلاد، لن يغير في إستراتيجية مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل لعدة اعتبارات، منها عدم إصابة النظام السياسي بأي نوع من التغير أو إعادة تعليم نقاط ارتكازه الرئيسة والموروثة من حقبة حكم إدريس ديبي وأن المؤسسات الرئيسة الأمنية والعسكرية لا تزال تحافظ على جوهر عملها مع تولي محمد إدريس ديبي زمام الأمور في البلاد، إلى جانب بقاء النفوذ الفرنسي في الدولة ولو تغير رأس السلطة التنفيذية في النظام السياسي، بما في ذلك العقيدة العسكرية القائمة على التعاون بين الدولتين في تحقيق حرب الإرهاب وضمان بقاء التمدد الفرنسي الاستراتيجي .
أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة غرداية في اتصال مع «الشعب « أن الحرب ضد الإرهاب أيضا توفر منفعة للتشاد على أي حال فهي تحافظ لها على بقاء المدد المادي والمالي الذي تحتاجه الدولة الفقيرة نسبيا، إضافة إلى أنها تحافظ لها على مكانة مرموقة دبلوماسيا لأنها تضطلع بحرب ‘’مقدسة’’ دوليا وهي رهان دولي وإقليمي للضرر الكبير الذي يلحق اقتصاديات دول أفريقيا ومعايش سكانها.
ولم يستبعد الدكتور جيدور حدوث تغيرات على المدى المتوسط والبعيد سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي في التشاد، والبداية من احتمال ظهور لا محالة إطار جديد لعلاقات المؤسسات داخل النظام السياسي التشادي مع وجود الرئيس الجديد المعين خلفا لأبيه، من خلال البحث على مجاراة الأحداث التي قد تطبع الساحة الخارجية في الساحل في ضوء افتراض مفاده اهتمام هذا الرئيس بتأمين الجبهة الداخلية في أعقاب اغتيال والده وهي العملية التي أكدت على وجود ما يجب تأمينه وحسن التعامل معه في الداخل التشادي، العنصر الثاني يتعلق بالعلاقات الخارجية للدولة والتي ستتأثر من دون شك من منظور السياسة التي يبادر بها الرئيس الجديد في وجود عاملي، الخلفية المخابراتية للرئيس الشاب وعدم الخبرة السياسية له في مجال إدارة الدولة، وأخيرا ستتوضح الأطر العامة لشكل الدولة خارجيا من خلال جس النبض من دول الجوار خاصة السودان وليبيا حيث سيضطرون في ضوء وجود أنظمة سياسية تتشكل عندهم إلى إعادة ‘’تعليم’’ نقاط الارتكاز الجديدة مع النظام الجديد القديم.