إذا لم يتم التحرك السريع للسيطرة على الوضع بحنكة لمنع حدوث أزمة ستتجه الأوضاع في تشاد عقب اغتيال رئيسها المنتخب، نحو تطورات سريعة ومخيفة ملغمة بخطر العنف، في ظرف يتخوف من أن تكون مفتوحة على العديد من الأخطار والسيناريوهات السلبية التي قد تعصف بالبلاد وبلدان الجوار، لأن المنطقة صارت تتواجد فوق رمال متحركة وسط تحذيرات دولية عديدة تتقاطع حول ضرورة العودة إلى المسار السياسي ومنع أي انفلات أمني
لا يمكن لشعب تشاد الذي لا يقل تعداده عن 16 ملين نسمة، أن يفرط في السقف الذي كان يتمتع به من حيث متانة استقراره وتوازن منظومته السياسية والأمنية، ولا يمكن نسيان جهوده التي بذلها في مكافحة الإرهاب طيلة السنوات الماضية، على اعتبار أنه انتمى إلى مجموعة القوة الخماسية لدول الساحل التي كان يرأسها الرئيس الراحل ديبي، وفي رصيد البلد فصل مهم في مواجهة مشرفة للإرهاب وإسهامات بارزة في إرساء السلم والدفاع عن استقرار المنطقة، بما أتاحت له إمكانياته التي لم يبخل بها على دول الجوار، وفي هذا المنعرج المحفوف بالأخطار، من الضروري سد المنافذ الحدودية لتشاد ومنع أي تسلل للإرهابيين الدمويين والمرتزقة وبالتالي التخلص من صداع مزمن ومنع حدوث ما لا يحمد عقباه.
رغم أن المفارقة في كون الإعلان عن اغتيال ديبي تزامن بعد يوم واحد من الكشف عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي نظمت في 11 أفريل الجاري، وفاز فيها الرئيس الراحل بولاية رئاسية سادسة عقب حصوله على نسبة 79.32% من أصوات الناخبين، لكن الخلافات مهما كان حجمها، يمكن احتواؤها وطي فصولها العسيرة، قبل أن تتسع وتتحول إلى أزمة يتطاير منها لهيب العنف ويتعذر إسكات صوت الفوضى. وإثر المستجدات الطارئة يتوقع أن تتراجع فرنسا عن تخفيض عدد قواتها في منطقة الساحل والصحراء، تخوفا من أن تشهد الفترة القادمة تصعيداً ضد التنظيمات الإرهابية في تشاد وباقي دول الساحل والصحراء.
إذا تشاد مقبل على مرحلة انتقالية لن تكون سهلة، بعد أن أصبح وجها لوجه مع تهديدات أمنية في عقر داره وعلى مرمى من حدوده، لذا يجب أن يدعم بما يعبد له طريق الوصول إلى مرحلة آمنة، يتم فيها انتقال سلمي للسلطة، ويمنع أي محاولة تستهدف فرض هشاشة أمنية أو ضغوطا أخرى تزيد من حدة التوتر وتضع المنطقة المشحونة بالتوتر في مأزق، لأنه إذا لم يتم السيطرة في الوضع في الوقت المناسب، السيناريو المرجح والمتخوف منه أن تنشأ أزمة جديدة تدفع بالظروف إلى تغيير جذري.
يذكر أن الإعلام الفرنسي، ذهب بعيدا مستبقا الأحداث عندما حذر في تشبيهه تداعيات الوضع في تشاد بنظيره في ليبيا خاصة في حادثة اغتيال الرئيسين، لكن الصورة مختلفة والتوقيت الزمني غير متطابق، بعد التجربة والخبرة الكبيرة لتشاد ودول الجوار في حربهم الطويلة والمضنية مع مكافحة الإرهاب والانتصارات المحققة في دحر التنظيمين الإرهابيين الدمويين «داعش «و»بوكوحرام» في جنوب الصحراء أو جنوب الساحل الأفريقي، وفوق ذلك لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي تغيير سلبي قد يمس باستقرار المنطقة.