الجزائر ملتزمة بمرافقة مالي لتنفيذ اتفاق «السلام والمصالحة»
اعتبر الأستاذ مبروك كاهي، من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، أن اغتيال رئيس تنسيقية الحركات الازوادية سيدي براهيم ولد سيداتي، يمثّل محاولة يائسة وفاشلة لنسف اتفاق «السلم والمصالحة» المنبثق عن مسار الجزائر، طالما أن الجزائر ملتزمة برعاية ومرافقة مالي لتنفيذه وللعودة إلى المسار الدستوري، مشيرا إلى أن رغبة الماليين في العيش بسلام وتحقيق التنمية و العدالة الاجتماعية تتفوق على كل التحديات.
قال الأستاذ مبروك كاهي، إن اغتيال سيدي براهيم ولد سيداتي، رئيس تنسيقية حركات الأزواد الموقعة على اتفاق السلم والمصالحة المالي، الموقع بالجزائر سنة 2015 ، يشكّل خسارة لشخصية وازنة تؤمن بالسلام والعيش بأمن واستقرار داخل الدولة المالية فضلا على أنه يمثل تكتل الحركات الأزوادية.
أضاف في اتصال مع «الشعب»، أن عملية الاغتيال لن يكون لها مطلقا أيّ تأثير على تطبيق اتفاق» السلم والمصالحة» المنبثق عن مسار الجزائر، لأنه موقع مع تكتل قائم بذاته وليس مع شخص.
في السياق، أوضح الأستاذ المتخصّص في الشأن المالي، أن اتفاق الجزائر الذي مضى على توقيعه قرابة سبع سنوات، قطع أشواطا هامة في مجال التطبيق ولم يبق لتجسيده كاملا، إلا القليل لتكمل دولة مالي مسارها الدستوري، وهو ما تعكف عليه الجزائر، مضيفا أن اتفاق الجزائر كان برعاية جزائرية، وهي الضامن الأساسي والفعلي لتنفيذه، باعتبارها محل ثقة جميع الأطراف في مالي،ومادامت وفية والراعية لهذا الاتفاق فإنه سيبقى صامدا.
ووصف عملية اغتيال سيدي براهيم ولد سيداتي، بالعمل الجبان والاستفزازي في نفس الوقت، خاصة وأنه جاء بعد الزيارات والإنزال السياسي الثقيل للدولة المالية إلى الجزائر ممثلا في الرئيس المؤقت والوفد الرفيع المرافق له، وأيام قليلة فقط كذلك من اجتماع اللجنة المشتركة المالية الجزائرية برئاسة وزيري خارجية الدولتين، مضيفا أن الهدف من اغتيال سيداتي، هو خلق بؤرة جديدة للتوتر خصوصا بعد أن رمت الجزائر بكل ثقلها السياسي والعسكري لحل الأزمة، ويتجسد ذلك من خلال تفعيل محور دول الميدان، وقبلها اجتماع أطراف الأزمة في مدينة كيدال بحضور وزير الخارجيّة صبري بوقادوم وسفراء دول فاعلة في المنتظم الدولي، وكانت الرسالة واضحة لجميع أعداء الاستقرار والأمن في مالي، أن الجزائر لن تترك هذا البلد الجار والشقيق لوحده وستساعده للخروج من الأزمة، أضف إلى ذلك أن الجزائر سترمي بثقلها الاقتصادي من خلال فتح الحدود وزيادة التبادل التجاري وهو ما يعني تنمية أكبر لشمال مالي .