استعاد اللّبنانيون، أمس، ذكرى اندلاع الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، وردّدوا بالمناسبة أنهم ليسوا بحاجةٍ لاستذكارها، إذ إنهم يعيشون فصولاً تذكّرهم بها، فأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية المتدهورة مشابهة إلى حدّ كبير مع ما عانوه، قبل ستّ وأربعين سنة.
اللّبنانيون يواجهون أزمة اقتصادية خانقة زادتها حدّة الخلافات السياسية التي تعرقل تشكيل الحكومة، بينما نداءات طلب المساعدة من الخارج لا تلقى أيّ صدى، ليستمرّ المواطن اللّبناني المغلوب على أمره ساخطا على وضعه الذي لا يراه مغايرا لذلك الذي عاشه إبّان الحرب الأهلية.
وبينما يترقّب اللّبنانيون ساعة الفرج، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولا رفيعا إلى لبنان ليعرب عن انشغال وقلق الإدارة الأمريكية حيال تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية في هذا البلد.
قالت الوزارة في بيان إن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل، وهو ثالث أعلى مسؤول في الخارجية، «سيشدّد على مخاوف الولايات المتحدة مع تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في جميع أنحاء البلاد، والمأزق السياسي الذي يساهم في هذا الوضع المتدهور». يشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارا اقتصاديا فقدت خلاله الليرة اللبنانية أكثر من 85 ٪ من قيمتها.
تخلفّت الدولة في مارس 2020 عن دفع ديونها الخارجية التي تقدّر بالمليارات، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض عُلّقت لاحقا بسبب خلافات بين المفاوضين اللّبنانيين حول حجم الخسائر وكيفية وضع الإصلاحات قيد التنفيذ.
وألحق انفجار ضخم في مرفأ بيروت في الرابع من أوت الماضي دماراً هائلاً في المرفأ والأحياء المجاورة وأسفر عن مقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين بجروح.
وجاء في بيان الوزارة أن «هيل سيعمل على إقناع المسؤولين اللّبنانيين وزعماء الأحزاب للتعاون وتشكيل حكومة قادرة وملتزمة بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية».
