رحّب عضو المجلس الأعلى للدولة وعضو ملتقى الحوار السياسي الليبي الدكتور عبد القادر حويلي، بإطلاق السلطات نهاية الأسبوع الفارط، سراح 120 أسير أغلبهم من المنطقة الغربية ممّن كانوا مغررا بهم، ضمن جهود تحقيق المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أنّ إطلاق سراح الأسرى في مدينة الزاوية، يمثّل تقدّما إيجابيا في هذا المسار الذي يعتبر سلم أولويات المجلس الرئاسي لكونه حجر الأساس لبناء دولة موحّدة من أجل تحقيق العيش المشترك بين الليبيين.
اعتبر الدكتور عبد القادر حويلي، عملية إطلاق سراح الأسرى بمبادرة لجنة حوار مدينة الزاوية بالخطوة المهمة في إطار المصالحة الوطنية، التي كان قد أطلقها المجلس الرئاسي الليبي منذ استلامه زمام أمور البلاد، في إطار ترسيم قيم العفو والتسامح وإعلاء المصلحة الوطنية العليا لأن ليبيا لن تكون إلا واحدة موحدة.
عضو المجلس الأعلى للدولة، أضاف في اتصال مع «الشعب»، أن إقدام السلطات على هذه الخطوة دليل على بوادر حسن النية من خلال الإفراج على أكثر من 120 أسير بالمنطقة الغربية وبالتحديد بمدينة الزاوية، بدون أية شروط أو تبادل للأسرى من الطرفين، رغم أن بعض الأخبار تحدّثت مؤخرا عن استجابة الطرف الآخر، من خلال قيامها بالإفراج عن ثمانية سجينات من درنة بسجن فرنادة في المنطقة الشرقية، وهو ما يدل على أنها بادرة خير، نأمل أن تتعزّز بعد توحيد المؤسسات المدنية وكذا العسكرية لتصبح مؤسسة عسكرية واحدة في ليبيا، فضلا عن دعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة، والاستفادة من دور المهنيين والمتخصصين في توحيد هذه المؤسسة خلال الفترة المقبلة.
في السياق، دعا عضو ملتقى الحوار السياسي السلطات الليبية إلى تفعيل دور لجنة تقصي الحقائق والمصالحة، وهي اللجنة التي أسّست بقانون العدالة الانتقالية التي أقرّها المؤتمر الوطني العام، والعمل على دعمها لكي تبقى وتعمل في ظل السلطة الجديدة بكل أريحية في جميع أنحاء ليبيا، كخطوة أخرى لدعم مسار المصالحة التي يجب أن تقوم على مبدأ التشاور مع كل أهل الإصلاح في جميع البلاد، باعتبارهم المعنيون المباشرون بمستقبل الوطن، بعيدا عن الأطراف التي تسعى جاهدة للاستثمار في هذا المشهد والتسلق إلى المناصب السيادية بهدف تمرير أجندة خارجية، ولذلك بات من الضروري أن تقوم عملية المصالحة على مبدأ التشاور بين الليبيين.
وأشادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بجهود حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق المصالحة الوطنية، والتي بدأت بإطلاق سراح الأسرى، داعية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين، قبل بداية شهر رمضان المبارك، وأكدت التزامها بمواصلة جهود المصالحة الوطنية، وأنها تأمل أن تشكّل هذه المبادرة بداية لمصالحة وطنية شاملة.