في الذكرى السنوية 45 لـ «يوم الأرض»

رمزية تاريخية وحضارية تستدعي وحدة فلسطينية

فضيلة بودريش

احتفل، أمس، الفلسطينيون بالذكرى السنوية الخامسة والأربعون لـ «يوم الأرض»، في وقت مازالت القضية الفلسطينية العادلة محاصرة بالقرارات الجائرة، ومازال حلم العودة بالنسبة للملايين من اللاجئين الذين هجروا قسرا أو تحت الترهيب والتنكيل والترحيل الإجباري مؤجلا، غير أنهم متمسكين بأرضهم التي اغتصبت منهم بالقوة والظلم، إذا تعود الذكرى المفصلية في مسار الكفاح الفلسطيني الطويل والمستمر، من أجل استعادة حقه المشروع وأرضه التي حرم منها.

يحمل يوم 30 مارس من كل عام رمزية وأبعادا تاريخية وحضارية وإنسانية في الذاكرة والوجدان الفلسطيني، يوم مختلف كثيرا يعد محطة متجددة تحيي فيهم ارتباطهم الوثيق بوطنهم المحتل وتغذي إصرارهم على العودة ومواصلة الكفاح لاستعادة الأرض التي تعد جوهر الصراع مع الاحتلال الصهيوني.
 إذن في هذا اليوم الوطني والتاريخي، يتقاطع الفلسطينيون حيثما وجدوا عبر العالم ومن داخل الأراضي المحتلة على استماتة النضال بجميع أشكاله، ومن المهم افتكاك ما سُرق منهم أمام تواطؤ بعض الدول وصمت مطبق على قضيتهم العادلة.
يتطلع الفلسطينيون إلى من يدعم عدالة قضيتهم ويصطف مع أصحاب الحق، ولعل من أساليب الضغط الناجعة التي بإمكانها أن تسفر عن مكاسب خاصة استمالة الرأي العالمي وانتزاع تعاطفه وحشد الجهود الدولية بهدف تعبيد طريق إيجاد حل منصف، يرتكز على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عند حدود 1967 وعاصمتها القدس، وكذلك حق العودة وحل قضية اللاجئين، وتأتي الذكرى هذه السنة لتسجل بعد تراجع دفء الحاضنة العربية الذي لم يعد يتلمسه، نتيجة لتدهور الأوضاع حيث عصفت بالوطن العربي، بداية من الربيع الدموي إلى غاية إقلاع قطار التطبيع.
ووسط دعوات المجلس الوطني الفلسطيني لتعزيز الوحدة الوطنية وتحذيره من خطورة استمرار الإجراءات الاستيطانية الخبيثة للمحتل الصهيوني، يترقب الفلسطينيون انتخابات تكتسي أهمية تنظم بعد 15 عاما.
تعود ذكرى أحداث مارس 1976، إلى الذاكرة الجماعية، وتعيد للأنظار تلك الهبة الفلسطينية للدفاع عن أراضيهم حيث استطاعوا إفشال خطة استيطانية عنصرية توسعية، عقب إصدار الاحتلال قرارا بمصادرة أراضي فلسطينية في الجليل، وقد سقط شهداء ذودا عن الأرض والكرامة.
والجدير بالإشارة فإن الجهاز المركزي للإحصاء قد أصدر تقريرا تزامنا مع الذكرى السنوية 45 ليوم الأرض، جاء فيه إن « الاحتلال الصهيوني يستغل بشكل مباشر ما نسبته 76٪ من مجمل مساحة الضفة الغربية، موضحا أن «الاحتلال استولى على أكثر من 85 ٪ من أرض فلسطين التاريخية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024